رصدت وزارة البيئة يوم الجمعة 27 حزيران 2025 تسرّبًا وتلوثًا نفطيًا في البحر قبالة معمل الجيّة الحراري وعلى الشاطئ الرملي المستخدم كمسبح عام وللمنتجعات السياحية في منطقة الجيّة – قضاء الشوف، محافظة جبل لبنان.
كلّفت الوزارة فريقًا من فنيّيها ومن علميّي المركز الوطني لعلوم البحار (المجلس الوطني للبحوث العلمية) بالكشف على الموقع، تشخيص الضرر البيئي، وأخذ عينات للفحص المخبري بهدف تحديد نوع وكمية المواد الملوِّثة.
أظهرت عمليات الرصد خلوّ المنطقة الواقعة جنوب معمل الجيّة من أي ملوثات، سواء في مياه البحر أو على الشاطئ الصخري، كما لم تُسجّل أي روائح غير طبيعية في المياه أو الهواء.
قسّمت الفرق العلمية المنطقة شمال المعمل إلى ثلاثة قطاعات، خاصة في النطاق الممتد بين الإحداثيات (33.660067, 35.417135) و(33.662941, 35.417698)، بالإضافة إلى مناطق شمال وجنوب هذا القطاع. وسجّلت في هذه المناطق رائحة نفطية وكبريتية نفّاذة، ووجود طبقة نفطية سوداء إلى بنية اللون، عائمة على سطح الماء، وعلى الرمل والصخور المجاورة. وأخذت عينتان من سطح الماء لتحليلهما مخبريًا.
أفاد بعض العاملين على الشاطئ بعدم وجود أي باخرة فيول تفرغ حمولتها في ذلك اليوم، كما لم ترسُ أي باخرة بالقرب من المعمل منذ أسبوع.
سبق أن عمل فريق من الدفاع المدني في 26 حزيران على حصر وشفط البقعة النفطية السوداء العائمة قرب الشاطئ. ويُشار إلى أنّ الرياح في المنطقة تهب حاليًا من الجنوب الغربي، أي من جهة المعمل باتجاه الشاطئ شمالًا.
رجّح الفريق العلمي أن يكون التلوث ناتجًا عن تفريغ أو غسل الرواسب النفطية من خزانات قرب معمل الجيّة الحراري، لأسباب غير معروفة، وبطريقة غير سليمة بيئيًا، مخالفة للقوانين البيئية المرعية.
وأوضح أن تفريغ هذه المواد يجب أن يتم عبر إجراءات بيئية دقيقة، تشمل تخزينها في حاويات مخصّصة ومحكمة الإغلاق، والتنسيق مع وزارة البيئة لتحديد أسلوب التخلص السليم منها.
وأعلنت وزارة البيئة أنها تحتفظ بحق الطلب من القضاء المختص فتح تحقيق في القضية، والادعاء على كل من يثبت تورّطه أو مسؤوليته، من أجل تحديد الدوافع وتجريم المرتكبين.