العراق آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

هل تمّ تأجيل استهداف خامنئي أم أن هناك قرارًا ضمنيًا بتغيير النظام؟

هل تمّ تأجيل استهداف خامنئي أم أن هناك قرارًا ضمنيًا بتغيير النظام؟

بين الخط الأحمر الذي رسمته طهران حول شخص المرشد الأعلى علي خامنئي، والتهديدات الإسرائيلية-الأميركية المتصاعدة، يبقى السؤال الأكثر إثارة للجدل: هل تمّ تأجيل استهداف المرشد لأسباب أمنية، أم أن هناك قرارًا ضمنيًا بتجنّب التصعيد إلى مستوى تغيير النظام؟

في هذا الإطار، يرى الباحث في الشأن السياسي رياض الوحيلي، اليوم الاثنين أن امتناع واشنطن وتل أبيب عن استهداف خامنئي حتى الآن لا يعني بالضرورة وجود احترام لمواقف أو فتاوى دينية، بل يرتبط غالبًا بحسابات ميدانية دقيقة تتعلق بحجم الرد المحتمل.

وقال الوحيلي في تصريح لـ"بغداد اليوم"، إن "رفض مراجع الدين في العالم استهداف المرشد الإيراني علي خامنئي في إيران أمر طبيعي، وهذا الرفض تضامني، لكن هذه الرسائل ليس بالضرورة أن تغيّر قناعات كل من ترامب ونتنياهو من استهداف خامنئي، فعدم استهدافه خلال الحرب ربما له أسباب مختلفة، ليس لها علاقة بتضامن المراجع".

التحفّظ الأمريكي ليس دينيًا... بل أمنيًا؟

وأشار الوحيلي إلى أن "عدم استهداف المرشد علي خامنئي خلال الحرب ربما بسبب الإجراءات الأمنية والاحترازية المتخذة في إيران لحمايته، أو ربما أن أمريكا وإسرائيل لم تردا تصعيد الحرب بشكل أكبر وأخطر، ويكون هناك تضامن إقليمي ودولي مع طهران إذا ما استُهدف المرشد"، مؤكدًا أن "أمر استهدافه يبقى واردًا، ورسائل مراجع الدين لم تؤثر على ترامب ونتنياهو بشيء إطلاقًا".

بيانات وفتاوى تحذّر من استهداف المرشد الإيراني

خلال الأيام الماضية، أصدرت عدة مراجع دينية في إيران والعراق ولبنان والبحرين بيانات وفتاوى علنية تحذّر من مغبة استهداف المرشد الإيراني علي خامنئي، معتبرةً ذلك "اعتداءً على مقام القيادة الدينية والشرعية للطائفة"، و"استفزازًا يمسّ مشاعر ملايين المؤمنين حول العالم".

وجاء أبرز هذه البيانات من قم وبيروت، حيث شددت على أن أي محاولة لاغتيال المرشد الإيراني تُعد "جريمة كبرى وفتنة"، وأكدت على "حرمة المساس بحياته شرعًا"، داعيةً إلى حقن الدماء وتجنّب توسيع رقعة الحرب.

وتزامن هذا الموقف مع أنباء عن إدراج اسم المرشد الإيراني ضمن قائمة أهداف عسكرية في حال تصعيد الحرب، ما أثار ردود فعل واسعة في الأوساط الدينية والسياسية. ورغم رمزية الرسائل، إلا أن محللين يشككون بقدرتها على تغيير حسابات صانعي القرار في واشنطن وتل أبيب، وسط تقديرات بأن تأجيل الاستهداف ناتج عن دوافع أمنية واستراتيجية، لا دينية.

يقرأون الآن