هل يحتاج برشلونة حقًا لعودة ميسي؟ لماذا لا يعود ميسي إلى برشلونة؟!
تردّد الحديث في الآونة الأخيرة حول احتمال عودة النجمالأرجنتيني ليونيل ميسي إلى برشلونة، فيما الجمهور الحالم لا يتخيل أي سبب يبعد ميسي عن برشلونة حتى لو خفّض راتبه أو لعب دون مقابل ولو لموسم واحد فقط ثم الرحيل إلى أميركا أو الأرجنتين أو حتى اعتزل بصورة نهائية!
البعض يلوم على ميسي وهناك من يعتبر جوان لابورتا، رئيس برشلونة، السبب، وهناك من يلوم على خافيير تيباس، رئيس رابطة أندية الدوري الإسباني، المهم أنّ الأغلب يرى أنّ عودة البرغوث إلى كتالونيا مسألة مالية لا أكثر ولا أقل، لكن الأمر أكبر من ذلك.
رجوع ميسي إلى برشلونة لن يكون سهلًا كما يتصور البعض، فالأمر يتجاوز إرادة ميسي أو رغبة الإدارة أو حتى الوضع الاقتصادي ولكن هناك عدة عقبات توقف هذه الخطوة.
مزّق دفاترك القديمة
يعاني برشلونة على المستوى الاقتصادي بسبب رواتب اللاعبين وبالأخص النجوم الكبار الذين منحهم جوسيب ماريا بارتوميو رواتب ضخمة.
وجود ميسي في برشلونة كان عائقًا نوعًا ما في سكة تخفيض سقف الرواتب، بل كان سببًا من أسباب ارتفاع هذا السقف إلى القمة.
من الصعب أن يعود البولجا إلى برشلونة دون أن يحصل على راتب على الأقل في الفئات الأولى، أو أن يكون هناك بنود تجعله يحصل على مكافآت مالية نظير تحقيقه ألقاب فردية، وهذا ما لا يقوى النادي الكتالوني على فعله.
الأهم أنّ برشلونة بدأ بالفعل رحلة التخلص من الأزمات المالية القديمة ويحاول إعادة بناء فريق جديد وعقود جديدة وشروط جديدة، وبالتالي من الأفضل له ألا يعود ميسي الآن حتى لا تتعطل هذه المسيرة.
المنقذ
لا أحد يمكن أن ينكر أو يقلل من قدرات ميسي الخارقة وما قدّمه مع برشلونة في السنوات الأخيرة قبل رحيله.
دور ميسي الخارق ظهر أكثر حينما انهارت المنظومة سواء في الموسم الأخير للويس إنريكي أو مع المدرب إرنستو فالفيردي ثم بعدها مع كيكي سيتيين ورونالد كومان.
الفريق كان مفككًا للغاية وعلى وشك الخسارة ليأتي ميسي بحلٍ سحري يعيد الفريق للمقدمة، وهكذا حتى أصبح هو الفتى المنقذ الذي يمتلك كل الإجابات.
لو لاحظنا مثلًا مباراة ليفربول في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2018-2019، سنجد أنّه بعد ما عادل الريدز النتيجة كانت المحاولات كلها في طريق إيجاد وسيلة يسجل منها ميسي، الكل في برشلونة يبحث فقط عن البرغوث لأنه الحل الوحيد.
هكذا وضع الفرق حينما تمر بمرحلة انهيار، وهي البحث عن حل سحري وقائد يسير الأمور دون التفكير في الحلول الفنية، ولكن برحيل ميسي وقدوم تشافي بدأ التفكير للمرة الأولى منذ سنوات في حلول جماعية.
برشلونة أصبح قادرًا على العودة من خسائر أو تحقيق الانتصارات بمجهود جماعي أكثر منه مهارة فردية، فحتى في الموسم الحالي فاز على فرق قوية بأهداف من لاعبين متعددين وبطرق مختلفة.
عودة ميسي قد تعيد التفكير في البطل الخارق القادر على صناعة كل شيء، وربما تضر على تفكير الفريق الجماعي ويصبح اللجوء إلى البرغوث هو الحل.
لا أحد يستطيع إنكار قيمة ميسي، لكنّه لن يكون مثل داني ألفيش حينما عاد في العام الماضي لأنّه نجم كبير بقيمة كبيرة اقتصادية ومالية وتسويقية وفنية، وبالتالي فإنّ وجوده في الوقت الراهن لن يكون أفضل اختيار من كل هذه الجوانب.
ميسي سوف يعود إلى برشلونة، وربما في وقتٍ لاحق يصبح الأمر أكثر سهولة ويأتي بالفعل ليعلن اعتزاله ويحظى بتحية أخيرة من جماهير كامب نو.