سوريا

هل التقى الشرع بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي في الإمارات؟

هل التقى الشرع بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي في الإمارات؟

نفت صحيفة "يسرائيل هيوم" صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن لقاء جرى في أبو ظبي بين مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي والرئيس السوري أحمد الشرع، يوم أمس الإثنين، بهدف بحث مساعي تطبيع العلاقات بين الجانبين.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن هنغبي كان موجوداً ضمن الوفد الرسمي المرافق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وصل إلى العاصمة الأميركية واشنطن في اليوم نفسه، ما ينفي إمكانية مشاركته في أي اجتماع داخل الإمارات.

زيارة الشرع إلى الإمارات

وأمس الإثنين، وصل الرئيس الشرع، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار جولة خليجية بدأها من أبو ظبي، حيث أجرى مباحثات مع نظيره الإماراتي، محمد بن زايد آل نهيان، تناولت تطوير العلاقات الثنائية، إلى جانب التطورات الإقليمية والدولية.

وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الشرع وبن زايد بحثا سبل التعاون الثنائي وتطوير العلاقات في مختلف المجالات.

من جانبه، قال مستشار الرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، إن المحور الاقتصادي والتنموي كان في صلب لقاء الشرع وابن زايد، مضيفاً أن نجاح هذا الملف كفيل بوضع سوريا على طريق التعافي والازدهار.

المفاوضات السورية الإسرائيلية

وشهدت الأسابيع الماضية تصاعداً لافتاً في التقارير التي تتحدث عن اتصالات مباشرة بين سوريا وإسرائيل، والتي خرجت من دائرة التسريبات إلى التصريحات شبه الرسمية، خصوصاً بعد أن أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، عن إشرافه الشخصي على حوار سياسي وأمني مباشر مع الحكومة السورية.

وفي وقت سابق، نقلت قناة "i24NEWS" عن مصادر سورية "مطلعة"، أن الجانبين بصدد توقيع اتفاق سلام قبل نهاية عام 2025، يتضمن انسحاباً تدريجياً من الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد التوغل في المنطقة العازلة، في 8 كانون الأول 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، إحدى أهم النقاط الاستراتيجية في الجولان.

"لا اتفاق سلام من دون انسحاب من الجولان"

وقبل أيام، استبعد مسؤولون إسرائيليون موافقة الرئيس السوري أحمد الشرع على توقيع اتفاق سلام مع تل أبيب من دون انسحاب كامل من هضبة الجولان المحتلة، معتبرين أن مطالب دمشق المتعلقة بالانسحاب لا تزال تمثّل عقبة رئيسية أمام التوصل إلى تفاهم نهائي بين الجانبين.

كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مسؤولين بارزين أن المحادثات الجارية حالياً تتركز على التوصل إلى اتفاق أمني وليس معاهدة سلام، ويجري بحثها بوساطة إقليمية ودولية، وسط انخراط غير معلن من الولايات المتحدة التي تتابع سير التفاوض وتشارك عبر قنوات خلفية.

سوريا تتمسّك باتفاق 1974 واستبعاد التوصل إلى اتفاق سلام

في السياق ذاته، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر في دمشق، وصفتها بأنها قريبة من الحكومة السورية، سوريا تطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية والعودة إلى اتفاق فصل القوات لعام 1974، في حين تسعى إسرائيل إلى إنشاء منطقة عازلة. ورجّحت المصادر أن يتم التوصل إلى اتفاقية أمنية جديدة تمهّد لاتفاق سلام شامل في المستقبل.

كما أكدت تلك المصادر أن سوريا، بوصفها دولة "وليدة"، غير مهيأة في الوقت الراهن لتوقيع اتفاق سلام دائم، مشيرة إلى أن الخيار الواقعي يتمثل في اتفاق أمني معدل أو العودة إلى اتفاق عام 1974، في ظل استمرار الرفض الشعبي، وإن كان بدرجة أقل وضوحاً، إلى جانب التحديات الداخلية المعقدة، ووجود تيارات متطرفة وفصائل مسلحة خارج سلطة الدولة تعارض مبدأ السلام مع إسرائيل.

يقرأون الآن