في خطابه فجر اليوم، الذي أتى عقب التطورات الدامية في السويداء والاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، قال الرئيس السوري أحمد الشرع: "الانتصار في ساحة لا يضمن النجاح في أخرى"، وهي عبارة أثارت جدلاً واسعاً حول دلالاتها وتفسيرات متباينة في الأوساط الإعلامية.
وبحسب مصادر مطّلعة، لم تكن هذه الجملة مجرّد توصيف عام، بل عكست إدراكاً رسمياً لحجم الإرباك الذي خلّفته المواجهات الأخيرة في السويداء، والتي لم تفضِ إلى حسم واضح للدولة السورية، ولم تحقق الأهداف المرجوّة في ضوء التوترات والتعقيدات السياسية والاجتماعية المحيطة بها.
وفي سياق متصل نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادرها أنّ السلطات السورية سحبت قواتها بالكامل من محافظة السويداء، ما اعتُبر بمثابة تأكيد ضمني على أن الدولة لم تتمكّن من فرض السيطرة الكاملة هناك، واختارت بدلاً من ذلك احتواء الموقف عبر القنوات المحلية.
وكان الشرع قد كلّف في خطابه الاخير الفصائل المحلية وشيوخ العقل مسؤولية حفظ الأمن داخل السويداء، في إشارة اعتبرتها المصادر أنها اعتمادٌ لنهج التفويض الأهلي بدلاً من المواجهة المباشرة. ويُقرأ هذا التوجّه كمسعى لتفادي انفجار داخلي في بيئة اجتماعية شديدة التعقيد، في مقابل تركيز الخطاب الرسمي على الخطر الإسرائيلي ومحاولاته إشعال الداخل السوري.
وتضيف المصادر أنّ عبارة الشرع الاساسية قد تعكس أيضاً تحوّلاً ضمنياً في قراءة الأولويات، وإعادة تقييم للتعامل مع المناطق التي لا يمكن استيعابها أمنياً بالقوة، بل عبر تسويات محلية تحت سقف الوحدة الوطنية، في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية وغياب أي دعم إقليمي فاعل.