قدمت ألمانيا أداء شجاعا رغم هزيمتها 1-صفر أمام بطلة العالم إسبانيا في قبل نهائي بطولة أوروبا لكرة القدم للسيدات أمس الأربعاء، وهو ما جعل الفريق الذي كان مهيمنا في الماضي يغادر سويسرا برؤوس مرفوعة، لكنه يحتاج الآن لتغييرات هجومية حاسمة ليواكب أفضل فرق العالم.
وتمكنت أيتانا بونماتي صانعة لعب منتخب إسبانيا من إحداث الفارق عندما سجلت هدف الفوز الرائع في الوقت الإضافي.
ورغم الأداء الجيد الذي قدمته اللاعبات الشابات بقيادة المدرب كريستيان فويك أمس، فإن الفريق افتقد للمسة الهجومية الحاسمة، واللاعبة القادرة على إحداث الفارق في هذا المستوى التنافسي العالي.
وقال فويك للصحافيين: "علينا أن نتطور ونتحسن، لم نستغل فترات الاستحواذ على الكرة كما يجب، وهذه هي الأشياء التي نحتاج للعمل عليها، خاصة في فئة الناشئات حتى نتمكن من تطوير لاعبات مدربات جيدا ومؤهلات للعب في الدوري الألماني".
وأضاف: "علينا أيضا أن نؤدي بشكل أفضل خلال مراحل الاستحواذ على الكرة التي لم نحسن تنفيذها اليوم، وخاصة على هذا المستوى العالي. هذه سمات الفرق الكبرى، وبالطبع ما زلنا نفتقر إلى تلك السمات مقارنة بإسبانيا وإنكلترا".
وتلتقي إسبانيا مع إنكلترا في النهائي يوم الأحد المقبل.
ولم تفز ألمانيا، بطلة العالم ثماني مرات، بالبطولة منذ عام 2013 في ستوكهولم، وفقدت هيمنتها تدريجيا لتنجح منتخبات أخرى في تطوير اللعبة النسائية.
وفازت ألمانيا باللقب في 2013 بفضل الأداء المذهل لحارسة المرمى نادين أنجرر، التي تصدت لركلتي جزاء في النهائي أمام النرويج.
وبدا أن الفريق يمتلك حارسة تسير على دربها في نسخة العام الجاري وهي آن-كاترين برجر، التي أنقذت مرماها بتصديات مذهلة في دور الثمانية أمام فرنسا.
وواصلت برجر تألقها في تلك المباراة لتقود ألمانيا للفوز على فرنسا بركلات الترجيح، ولكن تسديدة بونماتي الخاطفة من زاوية ضيقة عند القائم القريب باغتتها أمس، لتكون الهدف الوحيد في المباراة.
ورغم أن برجر تحملت مسؤولية الهزيمة، فإنها لم تكن وحدها سبب الإقصاء. إذ حظيت ألمانيا بفرص عديدة وسط تألق كلارا بويل على الجهة اليسرى، لكنها افتقرت للمسة الحاسمة أمام المرمى التي نجحت فيها بونماتي.
وقدمت ألمانيا بطولة قوية إجمالا إذ فازت على بولندا والدنمارك وفرنسا في سويسرا، وكان العيب الوحيد هو هزيمتها المفاجئة 4-1 أمام السويد في مباراة شهدت طردا مبكرا في الشوط الأول.
ورغم أن بعض اختياراته كانت محل جدل، قال فويك إن تركيزه على اللاعبات الشابات يؤتي ثماره.
وتابع: "قرأت مؤخرا أن الاتحاد الألماني متأخر كثيرا عن المنتخبات الكبرى، وبعدها بثلاثة أيام كنا في قبل النهائي. لذا ربما يحتاج الألمان ليتعلموا قليلا أننا نفعل كل شيء معا، وأننا نريد الأفضل لمنتخب بلادنا".