هل أصبح الدوري الإيطالي

تشهد سوق الانتقالات الإيطالية هذا الصيف واحدة من أكثر الصفقات إثارة للجدل، مع وصول أسطورتين من عالم كرة القدم، الكرواتي لوكا مودريتش والبلجيكي كيفن دي بروين، إلى أندية الـ"كالتشيو"، في خطوة رأى فيها باولو دي كانيو، المهاجم السابق لعدد من كبار أندية إيطاليا، دليلاً إضافياً على أنّ المسابقة تحوّلت إلى "مقبرة للأفيال"؛ الوجهة التي يقصدها النجوم الكبار بعد تجاوزهم ذروة عطائهم.

دي كانيو، الذي لعب بقميص لاتسيو وجوفنتوس ونابولي وميلان، لم يُخفِ إعجابه بجودة اللاعبين، لكنه طرح علامات استفهام حول قدرتهما على تقديم نفس المستويات التي اعتادا عليها في قمة مسيرتهما.

مودريتش، الذي سيكمل عامه الأربعين الشهر المقبل، ودّع ريال مدريد بصفته أكثر لاعب تتويجاً في تاريخ النادي برصيد 28 لقباً خلال 13 عاماً، متوّجاً مسيرته بكسر احتكار ميسي ورونالدو للكرة الذهبية في 2018.

أما دي بروين، البالغ من العمر 34 عاماً، فقد صنع مجده في مانشستر سيتي على مدار عقد كامل، فاز فيه بدوري أبطال أوروبا عام 2023 وستة ألقاب للدوري الإنكليزي لكرة القدم، ليصبح أحد أعظم صانعي الألعاب في تاريخ الـ"بريميرليغ".

لكن، بالنسبة إلى باولو دي كانيو، فإنّ الأرقام والإنجازات الماضية لا تضمن بالضرورة استمرار التألق في الـ"كالتشيو". وقال في تصريحاته لصحيفة "كوريري ديلا سيرا": "المشهد له وجهان، إيطاليا ما زالت مقبرة للأفيال، بالأمس كان الأمر مع كريستيانو رونالدو وفرانك ريبيري، واليوم مع دي بروين ومودريتش".

وأضاف: "بالتأكيد هم لاعبون كبار، لكن السؤال: كم مباراة يمكنهم لعبها بنفس المستوى العالي؟ والأهم، كم من جودة وتقنية هؤلاء سيستوعبها زملاؤهم؟".

ويعتقد دي كانيو أنّ الأمر يتجاوز القدرات الفردية، موضحاً: "لا يمكنهم فعل ذلك وحدهم إن لم يكن هناك فريق قادر على تدوير الكرة بطريقة جيدة حولهم، سنستمتع بجودتهم بالتأكيد، لكن على اللاعبين المحيطين بهم أن يتعلموا بسرعة مع من يلعبون".

وواصل: "مودريتش قائد يعرف كيف يتواصل مع الفريق، وميلان سيستفيد من ذلك، خصوصاً في موسم يشارك فيه فقط في الدوري المحلي".

الانتقادات التي أثارها دي كانيو ليست جديدة على الدوري الإيطالي، فقد سبق أن وُجهت ملاحظات مماثلة عند وصول كريستيانو رونالدو في سن متقدمة إلى جوفنتوس، وكذلك عند انتقال فرانك ريبيري إلى فيورنتينا.

وبالرغم من أنّ هذه الصفقات تجذب الأضواء وترفع من القيمة السويقية، تبقى علامات الاستفهام حول الاستدامة الفنية والمردود البدني في بطولة تعتمد على الإيقاع التكتيكي العالي والصراعات البدنية المكثفة.

وسيكون الجمهور على موعد لمعرفة الإجابة سريعاً، إذ يستعد مودريتش لظهوره الرسمي الأول بقميص ميلان يوم 17 آب/ أغسطس أمام باري في كأس إيطاليا، بينما يبدأ دي بروين مغامرته مع نابولي في افتتاح الدوري أمام ساسولو في 23 من الشهر نفسه.

يقرأون الآن