اليمن آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

اليمن.. 68 منظمة أممية ترصد 17 حادثة عنف ضد عمال الإغاثة ‏

اليمن.. 68 منظمة أممية ترصد 17 حادثة عنف ضد عمال الإغاثة ‏

أعلنت 68 منظمة إغاثة أممية ودولية أن اليمن شهد 17 حادثة عنف ضد العاملين في المجال الإنساني والأصول الإنسانية، محذرة من أن البلاد تواجه ثالث أكبر أزمة بالجوع على مستوى العالم.

وحذرت هذه المنظمات، في بيان مشترك بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، من أن استهداف العاملين في المجال الإنساني يشكل هجوماً غير مباشر على ملايين الضعفاء الذين يتلقون المساعدة.

وأفاد البيان بأنه «منذ بداية العام، تم تسجيل 17 حادثة عنف ضد العاملين في المجال الإنساني وأصول إنسانية في اليمن، بينما لا يزال العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني محتجزين تعسفياً من قبل جماعة الحوثي، معظمهم لأكثر من عام»، مشدداً على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني، وتمكينهم من أداء مهامهم بأمان ومن دون تدخل أو فرض قيود والإفراج الفوري عن الزملاء المحتجزين.

وأضاف أن اليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام يأتي في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير، حيث يواجه اليمن ثالث أكبر أزمة جوع على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يعاني أكثر من 18 مليوناً من انعدام الأمن الغذائي بحلول سبتمبر.

وأشار البيان إلى أن معدلات الإصابة بسوء التغذية ترتفع وسط تفشي الأمراض، مع آثار وخيمة على الأطفال، فضلاً عن تضاعف مخاطر الحماية، خاصة بين النساء والفتيات والنازحين واللاجئين والمهاجرين وذوي الإعاقة.

في الأثناء، اعتبر محللون يمنيون أن التهديدات التي أطلقها الحوثيون بقطع العلاقات مع المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، تُعد أيضاً تصعيداً خطيراً في تعامل الجماعة مع الأطراف الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، في ظل إصرارها على تحدي منظمات المجتمع الدولي.

وقال المحلل السياسي اليمني، محمد المخلافي، إن العلاقة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة، والحوثيين من جهة أخرى، أصبحت معقدة، نتيجة الهجمات الحوثية المتكررة على السفن التجارية بالبحر الأحمر.

وأضاف المخلافي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التكتل لطالما ربط دوره في اليمن بالمسار الإنساني، وقدم دعماً عبر الأمم المتحدة، لكن الوضع بات أكثر التباساً، لافتاً إلى أن هناك أزمة في رسم استراتيجية واضحة، تجمع بين اتخاذ موقف صارم من الهجمات الحوثية، وبين الحفاظ على استمرار العمل الإنساني في اليمن.

وشدد على أن العلاقة بين الحوثيين والأمم المتحدة باتت تعاني أزمات متراكمة تعود لسنوات طويلة، خاصة بعد اقتحام مقرات منظمات دولية في صنعاء، واعتقال موظفين محليين ودوليين، مما شكل مؤشراً على سلوك عدائي دائم ضد الجهود الأممية.

من جانبه، أوضح الخبير الأمني، ياسر أبوعمار، أن العلاقة بين الحوثي والأمم المتحدة تشهد واحدة من أكثر مراحلها توتراً، مشيراً إلى أن تهديد الجماعة بقطع العلاقة مع المبعوث الأممي يُعد ابتزازاً سياسياً متكرراً، هدفه الضغط على غروندبرغ، لتقديم تنازلات تتماشى مع أجندتها.

وأكد أبوعمار، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التصعيد الحوثي يكشف عن أزمة حقيقية تعيشها الجماعة في تعاملها مع المؤسسات الدولية، لا سيما مع تحول الموقف الأوروبي تدريجياً من التركيز على الجانب الإنساني إلى إبداء قلق متزايد تجاه السلوك الأمني والعسكري للحوثيين.

وقال الخبير الأمني، إن الحوثيين ينظرون إلى كل تحرك أممي أو أوروبي باعتباره أداة للمساومة، ولا يتعاطون مع هذه الجهات بوصفها شركاء في مسار السلام، بل بوصفها مصادر ضغط يجب ترويضها أو إسكاتها إذا لم تنحز لموقفهم.

يقرأون الآن