خاص

تتزايد المؤشرات على قرب المواجهة بين "قسد" والحكومة السورية في دمشق، لا سيما بعد مؤتمر الحسكة الأخير في 9 آب/أغسطس 2025 الذي جمع العديد من الشخصيات السورية الكردية والدرزية. إذ اعتُبر المؤتمر انقلابًا على الاتفاق الذي أبرمه قائد قوات "قسد" مظلوم عبدي مع الرئيس السوري أحمد الشرع في آذار/مارس الماضي، نظرًا لما حمله من دلالات ونوايا انفصالية.

لطالما اتسمت العلاقة بين الطرفين بالحذر والتوجس، ولكن مع التطورات التي ظهرت في الأشهر الأخيرة وتزامنها مع أحداث السويداء، والساحل السوري خصوصاً مع المناوشات بين الطرفين في شمال شرق سوريا بدأت الأمور تسير إلى المواجهة بخطى ثابتة.

تبدو هذه العوامل مؤشراً واضحاً على أنّ الأمور متجهة إلى صدام عسكري بين الجيش السوري و"قسد"، خصوصاً بعد انسحاب الحكومة السورية من المفاوضات مع الأكراد في باريس وإعلانها بأن المفاوضات إنهارت.

وربما تكون بداية التحضير للمواجهة، إتجاه الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تأجيل إنتخابات مجلس الشعب في ظل ما يجري في السويداء، والخلاف مع "قسد" ولأن العاملين الأساسيين لا يزالان يشكلان العثرة الأساسية أمام طريق بناء سوريا الجديدة فقد تكون المواجهة قد اقتربت بين الجيش السوري و"قسد" عبر فتح جبهة "دير الزور" و "الرقة" للاتجاه إلى الحل العسكري حصراً.

في المقابل، ترى تركيا أنه من الضروري إنهاء الوجود العسكري الكردي في تلك المناطق. وذلك بالتزامن مع مساعيها لإغلاق ملف الأكراد نهائيًا، خاصة بعد إعلان “حزب العمال الكردستاني” إلقاء السلاح والدخول في عملية سياسية سلمية مع السلطات التركية، ومع دعمها المباشر للحكومة السورية ومسارها.

ولكن على الصعيد الإسرائيلي، فالأمور مختلفة تماماً خصوصاً مع التوغل الإسرائيلي في مناطق واسعة من الجنوب، وتشديد إسرائيلي على أن المهمة داخل سوريا هي حماية الأقليات من التطرف الإسلامي الذي تغذيه "إدارة أحمد الشرع"، وهذا ما يشدد عليه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مع دعوته الدائمة تعزيز العلاقات مع المجتمعات الكردية والدرزية في الشرق الأوسط، ما يشكل إحتمالاً كبيراً في حال حصول مواجهة عسكرية بين الجيش السوري و "قسد" بأن تقف إسرائيل إلى جانب "قسد" وتساندها ضد الحكومة السورية كما ساندت الفصائل الدرزية في السويداء.

ويكشف مصدر سوري لـ "وردنا" في هذا الصدد، بأنه خلال المباحثات بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، وبين رون ديرمر وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية تم التطرق إلى ملف "قسد"، وقال الشيباني لديرمر بأن "ثلث الإجتماعات التي تعقدها "قسد" هي مع المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" في الآونة الأخيرة".

كان الجيش السوري قد وضع خطة لشن هجوم واسع النطاق في شرق البلاد بحلول تشرين الأول/أكتوبر المقبل، يستهدف انتزاع السيطرة على محافظتي الرقة ودير الزور من قبضة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

فهل ستشتعل جبهة شمال شرق سوريا بين "قسد" والجيش السوري، وهل ستكون هذه الجبهة عاملاً لتدخل تركي وإسرائيلي على خط الإشتباك؟

يقرأون الآن