مقالات

خاص "وردنا" - وأخيراً: انتهاء معاناة الاختناق المروري.. إليكم تفاصيل أعمال توسعة أوتوستراد جونيه!

خاص

لا شك أن أهالي جونية والمناطق المجاورة ينتظرون بفارغ الصبر حل أزمة الاختناق المروري شبه الدائم على أوتوستراد جونية الذي يربط العاصمة بيروت بالشمال.

الطريق الذي كان يُفترض أن يكون شريانًا حيويًا لحركة التنقل أصبح عبئًا يوميًا على المواطنين، حيث تستغرق المسافات القصيرة ساعات بسبب الزحمة الشديدة خاصة في أوقات الذروة.

تتفاقم المشكلة مع البنية التحتية المتدهورة، وغياب التنظيم المروري، وعدم وجود مسارات بديلة أو وسائل نقل عام فعالة، ما يؤثر بشكل مباشر على حياة الناس من تأخير في الوصول إلى أعمالهم ودراستهم إلى الإرهاق النفسي والجسدي، بالإضافة إلى التلوث البيئي الناتج عن الوقوف الطويل في السيارات.

رغم كثرة الوعود بتوسيع الطريق وإنشاء أنفاق وجسور، يبقى الواقع على حاله، ويتحمل المواطن عبء الإهمال المستمر.

مشروع توسعة أوتوستراد جونية: بداية جديدة لطريق الساحل اللبناني

ينطلق الشهر المقبل مشروع توسيع أوتوستراد جونية، والذي يُعد من أكبر مشاريع البنى التحتية على الساحل اللبناني.

يستمر العمل في المشروع لمدة ثلاث سنوات ونصف، ويهدف إلى تخفيف الضغط اليومي عن آلاف السيارات التي تسلك هذه الطرق.

يتضمّن التوسيع إضافة خطين رئيسيين على كل مسلك، ليصبح هناك ثلاثة خطوط رئيسية في كل اتجاه، بالإضافة إلى خط جانبي (service line) منفصل عن الأوتوستراد الأساسي، مع مداخل ومخارج منظمة كل 500 متر.

يبدأ التنفيذ في المسلك الشرقي بإضافة خط جديد، ومن ثم ينتقل العمل إلى المسلك الغربي لتجنب تعطيل الحركة المرورية.

يشمل المشروع أيضًا إعادة بناء تسعة جسور رئيسية هي: جسر صربا، جسر الصولديني، جسر غادير، جسر مدرسة الرسل، محوّل الرئيس فؤاد شهاب عند الملعب البلدي، الجسر القريب من سبينس، الجسر الذي يؤدي إلى المعاملتين، جسر غزير، وزيادة مسرب على جسر أدما. كما سيتم إنشاء 9 جسور مشاة جديدة.

يرافق المشروع استملاك 29 عقارًا بشكل جزئي و5 عقارات بشكل كامل، مع تنظيم العمل مساءً لتقليل التأثير على حركة السير، بالتنسيق بين المتعهد، وزارة الأشغال والبلديات.

هل تنجح الحكومة في كسر جدار الإهمال؟

يتابع النائب سليم الصايغ، ممثل منطقة كسروان، تنفيذ المشروع عن كثب، مشيرًا إلى التعاون بين وزارة الأشغال، مجلس الإنماء والإعمار، واللجنة المشكلة برئاسة رئيس اتحاد بلديات كسروان للتواصل مع أصحاب العقارات المستملكة.

يؤكد الصايغ في حديث لـ"وردنا" أن هناك حاجة ملحّة لتطوير البنية التحتية في كسروان، من توسعة الأوتوستراد الساحلي، تحسين الصرف الصحي، تعبيد الطرق، وتأمين الإنارة، بالإضافة إلى معالجة المشاكل الأمنية على الطرقات.

ويشدد على أهمية الالتزام بالشفافية ومتابعة التنفيذ وفق جدول زمني محدد، مع توفير التمويل المطلوب بنسبة 40% مؤمن حالياً، والباقي قيد الترتيب ضمن ميزانيات السنتين المقبلتين.

رغم ذلك، لا يخفي الصايغ وجود تحديات كبيرة بسبب التدخلات والمحسوبيات التي كانت سببًا في تأخير المشروع، داعيًا الجميع لتسهيل التنفيذ وعدم التعطيل.

من جهته، يؤكد رئيس لجنة الاشغال النيابية، النائب سجيع عطية لـ"وردنا" أن القرار جاء نتيجة الأزمة الحادة في التنقل والازدحام، ويُشدد على أن بعض استملاكات العقارات قد تم دفع جزء منها، بينما يتم معالجة البقية قضائيًا إذا لزم الأمر. كما يؤكد على أهمية الشفافية في الإنفاق والمتابعة المستمرة من قبل وزارة الأشغال.

يُضاف إلى ذلك، مناقشة مشاريع قوانين دعم البنى التحتية، ومنها قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP)، الذي يفتح الباب أمام تسهيل استثمارات مهمة في قطاع النقل والمواصلات.

مشروع توسعة أوتوسترادت جونية يمثل فرصة مهمة لتحسين البنية التحتية وتخفيف معاناة المواطنين. لكن يبقى التحدي الأكبر هو الالتزام بالجدول الزمني والشفافية في التنفيذ. نسأل: هل ستتمكن الحكومة الجديدة من كسر حلقة الإهمال والبيروقراطية التي أعاقت مشاريع كثيرة؟ النجاح يتطلب إرادة حقيقية وتعاونًا مستمرًا ليعود الطريق حيًا ومنظمًا يخدم الجميع.

يقرأون الآن