مقالات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

خاص "وردنا"- أميركا لـ "لبنان": إمّا نزع السلاح أو "التعفُّن" بانتظاركم!

خاص

توقف الكثيرون عند كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن لبنان، حيث دعم الأخير رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون وتحدث عن الإيجابيات الكثيرة التي يقوم بها عهده في مجال "حصر السلاح" بيد الدولة.

كلام ترامب أتى بعد الكثيرمن التحذيرات حول إمكانية توسيع الضربات الإسرائيلية على لبنان لحسم موضوع نزع سلاح "الحزب" باعتبار أن الدولة عاجزة عن تسجيل أي خرق إيجابي في هذا الصدد؛ ولكن كيف يمكن تفسير كلام ترامب عن لبنان في الكنيست الإسرائيلي؟

الكاتب السياسي زياد الصافي يشرح حقيقة الموقف الأميركي لـ "وردنا" من خلال تذكيره بأن "زيارة الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى الولايات المتحدة الأميركية لم تكن موفقة، حيث لم يستطع عون أن يجتمع بترامب ولا بوزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، والتقى بمسؤولين ليس لهم وزناً فعلياً كالسيناتور الأميركي جين شاهين على سبيل المثال".

ويكشف الصافي بأن هناك امتعاضا أميركيا كبيرا من الرئيس عون، وأرسلت إدارة الرئيس ترامب رسالة إلى عون بهذا الصدد عن طريق السفير الأميركي الجديد للبنان ميشال عيسى باعتبار أن كل ما يتم فعله في مجال نزع سلاح "حزب الله" يندرج ضمن الإطار التكتيكي وليس الاستراتيجي.

ويرى بأن الرئيس عون لا يزال يراهن على أنه من خلال العلاقة مع ترامب، يستطيع إقناعه بالمسار السياسي الذي ينتهجه بشكل عام ومع الحزب بصورة خاصة، بأن الأمور ستسير بالاتجاه الصحيح؛ ولكن الواقع مغاير تماماً لهذا الطرح والأمور لا يمكن أن تسير بهذا التوجه، وبحال تمكّن من اقناع الرئيس ترامب على سبيل المثال فكيف يمكن أن يقنع باقي الإدارة الأميركية بهذا النهج والتوجه؟

واعتبر الصافي أنه في حال تمكن من اقناع ترامب فقط، فالحرب على الرئيس عون ستزداد وتيرتها من داخل المؤسسات في الإدارة الأميركية، لأنّ الاخيرة وافقت على انتخاب الرئيس عون بناء على التزامه بتنفيذ الوعود الذي قطعها للإدارة الأميركية السابقة بقدرته على نزع سلاح حزب الله وفرض سلطة الدولة.

ويشير الصافي إلى أن الإدارة الأميركية الحالية على علم بأنّه لكي يتمكن الرئيس عون من تحقيق هذا الالتزام الذي جدده أمام إدارة الرئيس ترامب، من المؤكد أنه يحتاج إلى وقت محدد يستطيع من خلاله أن ينزع فيه سلاح الحزب.

وأردف بأن السفير الأميركي الجديد لا شك بأنه ينشط على خط الرئيس عون وإدارة الرئيس ترامب ويتبادل الرسائل بين الطرفين، ولكن لا شك في حال استمر الحزب في المراوحة ولم تحقق الدولة أي تقدم يذكر فبالتأكيد أن الأمور ستتأز. ولا شك أن الرئيس عون بحاجة إلى وقت أيضاً للتأقلم والتكيّف مع إدارة الرئيس ترامب، ولكن في حال عدم قدرة الدولة اللبنانية على نزع سلاح "الحزب" واستمر لبنان كمصدر قلق لجيرانه في المنطقة فعبثاً نحاول.

ويؤكد أنه على الرغم من أن الرئيس ترامب خلال كلمته في الكنيست دعم الرئيس عون بشكل مباشر، وأعلن بأن هناك الكثير من الأمور الإيجابية تحققت على هذا الصعيد، ولكن لا يزال لبنان بحاجة إلى التسريع في عمله على نزع السلاح لكي يعود مصدرا للأمان لجيرانه وللتأكيد على أن الدولة تستطيع فرض سيادتها على الأراضي اللبنانية.

وحذّر الصافي، "في حال استمرّت إيران بدعمها لأذرعها في لبنان من خلال رفضها لمبدأ تسليم السلاح، وبأن تكون للدولة شرعيّتها المطلقة، واستمر الحزب وحماس في لبنان بتمكسهما بالسلاح، فطبعاً إسرائيل ستحسم الأمر وتوجه لهما ضربات عسكرية دقيقة، من دون أن تجتاح إسرائيل بريّاً.

ويختم الصافي حديثه لـ "وردنا" مشدداً على أنه "في حال استمرّ الرئيس عون والحكومة في تجنّب الصدام مع الحزب فالأمور طبعاً ذاهبة إلى حالة المراوحة أو بطريقة أصح إلى "حالة التعفن" التي أصابات نظام بشار الأسد؛ إما أن تصاب بها الدولة أو الميليشيا، وحكماً ستتوسّع الضربات أكثر لتحسم المسألة، وإسرائيل ستستهدف مناطق خارج القطار العسكري والسياسي للحزب كاستهداف المصيلح على سبيل المثال، فحتى حلفاء الحزب لن يكونوا بمنأى عن هذه الضربات. وعند دخول "الحزب" إلى دائرة "التعفن" سيصبح نزع سلاح "الحزب" أسهل مما يتوقع الكثيرون.

يقرأون الآن