تكنولوجيا آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

الروبوت القاتل.. يقذف القنابل ويغيّر قواعد الاقتحام الميداني

الروبوت القاتل.. يقذف القنابل ويغيّر قواعد الاقتحام الميداني

كشفت شركة Skyborne Technologies عن روبوت رباعي الأرجل مزود بقاذف قنابل محمول على ظهره، صُمّم لتقديم "قدرة قاتلة" في ساحات المعارك.

عُرض الجهاز رسمياً في معرض الجمعية الأميركية للجيش (AUSA) في واشنطن، وتعمل الشركة حاليًا على طرحه لشركاء في الحكومة الأميركية.

وبحسب صحيفة "thesun"يعمل CODiAQ ببرنامج استهداف مدعوم بالذكاء الاصطناعي، قادر على تتبع الأهداف وتقييمها وإطلاق النار بدقة عن بُعد.

وأظهر مقطع فيديو تجريبي الروبوت يضرب سيارة اختبارية ويشعل فيها النيران، كما بيّن قدرته على التدحرج، صعود السلالم، والانتقال عبر تضاريس وعرة ومناطق مليئة بالحطام. التحكم يُنفّذ بواسطة مشغل واحد عبر جهاز تحكّم محمول، بينما تسمح خواص الاستقلالية للروبوت بالتحرّك الذاتي ضمن نطاقات محددة.

تتضمن حجرة الحمل أسلحة قابلة للتبديل، قاذف قنابل HAVOC عيار 40 ملم ووحدة بندقية CHAOS عيار 12. وتؤكد الشركة أن تدريب المشغلين قد يستغرق أياما قليلة، وأن النظام قابل للنشر خلال دقائق، مما يجعله أداة محتملة لمهام الاقتحام والتمشيط في البيئات الحضرية.

لا يبدو الجهاز وكأنه مجرد أداة لوجستية أو كشف ألغام؛ فحجرة حمولته تستوعب قاذف قنابل عيار 40 ملم أو وحدة بندقية عيار 12، وهو قادر على الاقتراب من الأهداف ودعم الجنود في البيئات الحضرية أو على تضاريس وعرة، ما يجعله مضاعف قوة عملي وقادرًا على تغيير معادلات الاشتباك في ساحات القتال الضيقة.

تصميم CODiAQ عملي ومتين، جسم منخفض الارتفاع، أربعة أرجل مرنة، وحزمة حساسات بصرية وإلكترونية تسمى TEOB تُعالج البيانات بصورة فورية. يُشغَّل الروبوت عادةً عبر جهاز لوحي متحمل، ما يمنح مشغلًا بشريًا القدرة على توجيهه للتمشيط، الاستطلاع، أو استخدام صوّاره ضد أهداف محددة — ليلًا أو نهارًا وفي ظروف طقس قاسية. وفقًا للشركة، يمكن تدريب جندي على تشغيله خلال أيام قليلة، ويمكن نشره خلال دقائق، كما أنه مقاوم للغبار والماء وفق مواصفات تشغيل ميدانية.

ما يميز CODiAQ عن كثير من المنصات الروبوتية السابقة ليس مجرد قدرته على حمل سلاح، وإنما الجمع بين قابلية التبديل في التسليح، ومستوى من الاستقلالية في التتبع والتعرف على الأهداف باستعانة خوارزميات ذكاء اصطناعي.

هذا يتيح للمنظومة الروبوتية تقييم المشاهد، تتبع الأطراف المتحركة، ومحاولة التمييز بين مصادر الأخطار. وبطبيعة الحال، هذه القدرات ترفع أسئلة تقنية وأخلاقية وقانونية معا، من يضع قواعد إطلاق النار؟ ما مستوى الإشراف البشري اللازم؟ وكيف تُمنع أخطاء تمييز المدنيين عن مقاتلين في ظل بيئات معقدة ومزدحمة؟

انتشار منظومة مثل CODiAQ لا يحدث في فراغ. دول عدة تختبر أو تستخدم أنظمة روبوتية أرضية لأغراض عسكرية: تجارب في كوريا الجنوبية على روبوتات قادرة على العمل تحت الأرض، واختبارات إسرائيلية لروبوتات ميدانية متكاملة مع طائرات بلا طيار للمراقبة الحضرية، ومشاهد ميدانية في أوكرانيا تظهر ازدياد استخدام الطائرات الأرضية المُعَدلة لحمل متفجرات أو لوجستيات ميدانية. دخول CODiAQ طور الاختبارات الميدانية مع شركاء عسكريين أمريكيين — بحسب إعلانات الشركة — يعكس توجهًا أوسع لدى الجيوش لتبني أدوات تعزز مرونة القوات وتقود إلى تقليل المخاطرة البشرية في مناورات خطرة.

ومع كل إمكانيات CODiAQ، هناك مخاطر تحوم، أنظمة التعرف قد تخطئ، أو تُستخدم في سيناريوهات لا تسمح فيها قواعد القانون الدولي باستخدام القوة دون تحقيق واضح للمساءلة. الخبراء في أخلاقيات الحرب والقانون الدولي يدقون ناقوس الخطر حول الأسلحة المستقلة أو شبه المستقلة، ويطالبون بضوابط واضحة تُلزِم وجود إشراف بشري فعّال قبل إطلاق النار، وتعريفًا دقيقًا للمسؤولية عند وقوع أخطاء تكلف أرواحًا مدنية. كذلك تبرز أسئلة تنظيمية حول تصدير هذه التكنولوجيا، وكيفية منع وقوعها في أيدي جهات غير حكومية.

وفقًا لموقع Interesting Engineering، دخل الروبوت بالفعل بيئات اختبار مع شركاء عسكريين أمريكيين، بما في ذلك وحدات العمليات الخاصة، لتقييم الأداء والتكامل مع أنظمة القيادة الحالية وتأثيره على نجاح المهمات.

من المختبر إلى الميدان، يبقى السؤال المركزي: هل ستجعل أنظمة مثل CODiAQ الحروب أقل كلفة على البشر أم ستفتح الباب أمام اتساع رقعة الاستعمال الآلي للقوة؟ الإجابة تحتاج سريعا إلى سياسة وقانون قبل أن تقود التكنولوجيا قواعد الاشتباك.

يقرأون الآن