على الرغم من رفض إسرائيل إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، التي أفضت إلى انتهاء الحرب في غزة، أوضح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يفكر في ما إذا كان سيدفع باتجاه الإفراج عن مروان البرغوثي، القيادي الفلسطيني البارز في حركة فتح والمعتقل في السجون الإسرائيلية منذ سنوات طويلة، ما أثار الكثير من التساؤلات حول الدور المقبل للبرغوثي على الصعيد الفلسطيني.
الخبير في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور يقول في حديثه لـ "وردنا" أنه "بالتأكيد، عندما يُطرح اسمه من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتتقدم دول في المنطقة بالمطالبة بالإفراج عنه، فذلك فقط بسبب مكانته وشعبيته الكبيرة، وإمكانية أن يكون عامل تقريب وتوحيد للفلسطينيين بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.
ويضيف منصور أن "البرغوثي يستطيع أن يضفي على سمعة السلطة، التي ليست في أفضل حالاتها، بل ربما تكون في أسوأ حالاتها في العالم من حيث الضعف والفساد والوضع الداخلي الموجود، ويُضفي عليها سمعة إيجابية، لذلك عندما يتم طرح اسمه من باب أنه هو المؤهل والقادر على لعب هذا الدور، وخاصةً أنه يؤمن بحلّ الدولتين ومشروع السلطة، أي أنه لا يأتي من خارج المنظومة ولا يحمل أفكارًا جديدة."
ويعتبر أن موضوع، توليه السلطة الفلسطينية صعب التنبؤ فيه، وهو في الاستطلاعات يحظى بأعلى شعبية، وسبق وأن طرح نفسه للترشح للانتخابات مرتين على الأقل وعنده هذا التطلّع، وأيضًا هناك فئة كبيرة في الشارع ترى فيه أنه مناسب لأن يكون الرئيس المستقبلي.
ويشير إلى أنه من ممكن أن تكون الأمور داخل فتح مرتبطة بهذا الموضوع، ولكن تبقى متوقفة حول إمكانية أن تمشي الأمور بسلاسة أم لا، أو البرغوثي نفسه سيذهب سيكون ضمن هذا الترتيب.
ويؤكد أن كلها عوامل تتعلق بالظروف المستقبلية، في فتح، وفي السلطة، وفي عملية السلام، وفي توقيت الإفراج عنه، ولكن أ نظريًا نعم هو يصلح، وهو قادر، وأعتقد أنه مؤهّل جدًا، وشعبيًا له شعبية عالية.
ويتابع قائلاً :"لا أعرف ماذا قصد ترامب، لكن الشيء المؤكد أنه عندما يطرح مثل هذا الطرح، فإنه يتردد على الأقل في أروقة الحكومة في الولايات المتحدة ومع دول الإقليم والمنطقة، ترامب قال إنه كان يتحدث في الموضوع قبل السؤال بربع ساعة، بمعنى أن الموضوع كان مثارًا".
أما بالنسبة للإسرائيليين، فيشدد منصورعلى أنه "لن يكون من السهل تمرير هذا القرار، وخاصة في تركيبة الحكومة الحالية، لكن إذا جرت انتخابات وكان هناك سياق سياسي وعملية سلام وإمكانية تطبيع، وإلى آخره، فسيكون الأمر أسلس بكل تأكيد".
ويلفت إلى أنه من "الصعب الربط بين مصير مروان البرغوثي وموضوع غزة، باعتبار أنه لا يمكن أن يُحصر دور البرغوثي ومكانته فقط في قطاع غزة، وإذا تم توحيد الضفة وغزة ووجدت عملية سياسية وأفق سياسي حقيقي، وحلّ الدولتين، فأعتقد هنا يمكن أن يكون هناك جدوى، لكن بصراحة لا أعتقد أنهم يطرحونه ليقود غزة، وهو من خارجها وجاء من السجن، فهذا لا يصلح، ولا أرى أن هذا هو المقصود في نظري."
ويكشف "كنتُ أكيدًا أنه عندما يُطرح اسمه من قبل الرئيس الأميركي، وتتقدم دول في المنطقة بالمطالبة بالإفراج عنه، فذلك فقط بسبب مكانته وشعبيته الكبيرة، وإمكانية أن يكون عامل تقريب وتوحيد للفلسطينيين بين السلطة وحماس، وأيضًا أن يضفي على سمعة السلطة التي ليست في أفضل حالاتها، بل ربما تكون في أسوأ حالاتها في العالم من حيث الضعف والفساد والوضع الداخلي".
ويختم منصور حديثه لـ "وردنا" مؤكداً أن "وجود البرغوثي يُضفي عليها سمعة إيجابية، لذلك عندما يتم طرح اسمه من باب أنه هو المؤهل والقادر على لعب هذا الدور، وخاصةً أنه يؤمن أيضًا بحلّ الدولتين وبمشروع السلطة، أي أنه لا يأتي من خارج المنظومة ولا يحمل أفكارًا جديدة."


