خاص

أفاد تقرير عسكري بأن إسرائيل أنهت عملياً الجزء الأكبر من عملياتها في غزة ودخلت مرحلة الأمان النسبي، لتنقل ثقلها العسكري شمالاً نحو الحدود اللبنانية، حيث حشدت ما لا يقل عن عشرين ألف جندي مدعومين بعناصر لوجستية، وأجرت مناورات ضخمة استمرت أسبوعاً بمشاركة القوات البرية والبحرية والجوية.

ووفق التحليل العسكري، تمثل هذه التحركات حالة استعداد ومحاكاة عملية لعمل قد يُتخذ في أي لحظة، ما لم تتغير الظروف أو تنتفي المبررات.

الجنرال يعرب صخر أوضح أن إسرائيل قد تتخلى عن خيار الحرب إذا تمكنت السلطة اللبنانية من إقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه، وبدأت مفاوضات أمنية وغير أمنية مع تل أبيب على نسق اتفاق الهدنة عام 1949. إلا أن المعطيات الحالية تشير إلى أن إسرائيل جاهزة ميدانياً لأي تصعيد محتمل، وتنتظر فقط تأييد الرأي العام والذريعة المناسبة، والتي تتمثل حالياً في اتهام حزب الله بمحاولة إعادة بناء قدراته العسكرية. موضحا أن حزب الله يؤكد تعافيه من خلال تصريحاته وبالتالي وقع فريسة الفخ الإسرائيلي.

وأشار صخر إلى أن الجيش اللبناني مكلّف، بموجب قراري مجلس الوزراء الصادرين في ٥ آب و٥ أيلول، بإعداد خطة مرحلية لنزع السلاح، وقد بدأ تنفيذ المرحلة الأولى في مناطق جنوب الليطاني. غير أن المراحل التالية ما زالت غامضة وغير جاهزة بسبب الطابع السري للخطة وبسبب بطء وتراخي السلطة التنفيذية.

وأكد أن الجيش "سيقوم بواجبه بما يملك من إمكانيات" في حال قررت إسرائيل القيام بعمل عسكري في الجنوب.

ورأى صخر أن تل أبيب لن تقدم على عملية برية واسعة خشية الخسائر، بل ستعتمد على استهدافات واغتيالات نوعية فوق الأرض وتحتها، مع تركيز على مواقع حزب الله اللوجستية في شمال البقاع، في محاولة لإضعافه دون الانجرار إلى مواجهة شاملة.

وفي ما يتعلق بدور قوات اليونيفل، أوضح أنها تعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني في مراقبة التحركات وتسجيل الخروقات، فيما تهدف زيارات المسؤولين الأميركيين والمصريين إلى حث بيروت على تسريع خطوات نزع السلاح وتفادي تكرار سيناريو غزة في لبنان.

وأشار صخر إلى أن إسرائيل تدرك أن إيران قد تستخدم أذرعها الإقليمية في حال تعرضت لهجوم، وأن التحشيدات الحالية تحمل رسالة واضحة لطهران بأن "قواعد المساومة تغيّرت، وما تبقى من ذراعك في لبنان يمكن إنهاؤه في أي لحظة".

واختتم الجنرال يعرب صخر بالقول إن المنطقة تقف على شفير خيارين: تفاوضي يضمن ترتيبات أمنية متبادلة، أو تصعيدي قد يجرّ الجميع إلى مواجهة إقليمية واسعة، محذراً من أن أي تردد سياسي في لبنان قد يجعل البلاد الوجهة التالية للتصعيد الإسرائيلي.

يقرأون الآن