شدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على "ضرورة البناء على نتائج قمّة شرم الشيخ للسلام وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية، والإسراع في إطلاق عملية إعادة الإعمار".
وأعرب خلال استقباله نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن تطلّع مصر للتنسيق الوثيق مع الجانب الألماني في إطار التحضير للمؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع، والمقرر انعقاده في تشرين الثاني/نوفمبر 2025.
ورحّب السيسي بالرئيس الألماني، معرباً عن تقديره البالغ لمشاركته في مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير، ومثمّناً حرصه على تلبية الدعوة، بما يجسّد عمق العلاقات التاريخية والروابط الوثيقة التي تجمع بين مصر وألمانيا.
من جانبه، عبّر الرئيس الألماني عن تهنئته للسيسي وللشعب المصري بمناسبة افتتاح المتحف، مؤكّداً أن "هذا الإنجاز الحضاري يعكس عظمة التاريخ المصري ومكانة مصر الراسخة في سجل الإنسانية"، ومعرباً عن اعتزازه بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي البارز.
ووجّه الرئيس الألماني الشكر للسيسي على ما قامت به مصر من جهود للوساطة والتي أسفرت عن التوصّل لاتّفاق وقف الحرب في غزة وعقد قمة شرم الشيخ للسلام.
وأكّد الرئيسان أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد للتوصّل الى السلام الدائم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط"، وقد لفت الرئيس الألماني في هذا الصدد إلى أن الحكومات الألمانية المتعاقبة سعت للدفع بحل الدولتين، وفق بيان الرئاسة المصرية.
الشراكة الاستراتيجية
إلى ذلك، أكّد السيسي "التزام مصر بمواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع ألمانيا، لاسيما في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية، إلى جانب التعاون الاقتصادي والاستثماري وفي مجال التعليم والنقل، مع التركيز على قطاعات التصنيع والطاقة، بما في ذلك الطاقة الجديدة والمتجددة".
وشدّد على "أهمية البناء على الزخم الذي أفرزته القمّة المصرية الأوروبية الأولى، باعتبارها محطّة محورية في مسار التعاون المتنامي بين مصر والاتحاد الأوروبي".
وتناول اللقاء كذلك إلى سبل التعاون في التصدّي لظاهرة الهجرة غير الشرعية وتنظيم انتقال العمالة، فضلاً عن مناقشة مستجدّات عدد من مشاريع البنية التحتية المشتركة، حيث تم الاتّفاق على مواصلة التنسيق والعمل المشترك، بما يلبّي تطلّعات الشعبين نحو تحقيق التنمية المستدامة والرخاء المشترك.
لقاء مع أوربان
واستقبل السيسي أيضاً رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان، ورحّب به وبمشاركته في مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير، مشيداً بما تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين من زخم متنامٍ خلال السنوات الأخيرة، ولاسيما منذ ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في شباط/فبراير 2023.
من جهّته، أكّد أوربان عمق العلاقات بين البلدين، ومعرباً عن "سعادته بزيارة مصر للمرّة الثانية خلال أقل من شهر"، ومشدّداً على "حرص حكومته على مواصلة تعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات، وتطلع بلاده لاستقبال السيسي في زيارة رسمية إلى هنغاريا خلال عام 2026".
وشهد اللقاء "تأكيداً متبادلاً على أهمية العلاقات المصرية الأوروبية، خاصة في ضوء انعقاد القمة المصرية الأوروبية الأولى مؤخراً في بروكسل، حيث أشاد السيسي بالتطوّر الملحوظ في مستوى التعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي"، مشيراً إلى "وجود توافق كبير في الرؤى والمواقف تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الوضع في قطاع غزة وسبل تنفيذ اتفاق وقف الحرب، وجهود تسوية الأزمة السودانية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وغيرها من الملفات الحيوية".
وأعلن أوربان تقدير بلاده للجهود المصرية في مكافحة الهجرة غير الشرعية، فضلاً عن الدور المصري المحوري في ترسيخ السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، واستضافتها لنحو 10 ملايين لاجئ ونازح من مناطق النزاعات.
وتناول اللقاء أيضاً تطوّرات الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث استعرض رئيس الوزراء الهنغاري رؤيته بشأن الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سلمية تنهي النزاع.
وذكّر السيسي بخصوصية علاقات مصر مع كل من روسيا وأوكرانيا، وحرصها على الدفع نحو حل سلمي يضع حدّاً للحرب ويحقّق السلام والاستقرار المستدام.


