أعلنت شركة OpenAI، المطوّرة لتطبيق شات جي بي تي، عن توقيع اتفاق ضخم مع شركة أمازون بقيمة 38 مليار دولار للحصول على خدمات الحوسبة السحابية خلال السنوات السبع المقبلة.
وبموجب الصفقة، ستبدأ "OpenAI" فوراً في استخدام قدرات "أمازون ويب سيرفيسز"، مع نشر كامل للطاقة الحاسوبية المتفق عليها بحلول نهاية عام 2026، مع إمكانية التوسع حتى عام 2027 وما بعده.
تأتي هذه الصفقة بعد أسبوع واحد فقط من إعادة هيكلة داخلية في "OpenAI"، أتاحت لها حرية التعامل مع مزودين آخرين دون الحاجة لموافقة "مايكروسوفت"، التي تعد المستثمر الأكبر في الشركة، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".
تفتح "OpenAI"، بهذه الخطوة، صفحة جديدة من التنوّع في مصادر الحوسبة، بعد سنوات من الاعتماد شبه الكامل على البنية التحتية الخاصة بمايكروسوفت وأجهزتها المزودة بشرائح "إنفيديا".
توسّع عالمي واستثمارات ضخمة
تأتي الصفقة مع "أمازون" ضمن خطة "OpenAI" الأوسع، التي تهدف إلى زيادة قوتها الحاسوبية بشكل غير مسبوق.
تعتزم الشركة إنفاق أكثر من تريليون دولار خلال العقد المقبل على بناء مراكز بيانات وتوقيع شراكات مع شركات عالمية مثل "أوراكل"، و"سوفت بنك"، بالإضافة إلى تعاونها مع كبار مصنّعي الشرائح مثل "إنفيديا" و"AMD" و"برودكوم".
قفزة في أسهم الشركات
ارتفعت أسهم "أمازون" 4.5% لتصل إلى 255.29 دولار مع افتتاح التداولات في نيويورك، فيما صعدت أسهم "إنفيديا" 3.3% لتسجل 209.20 دولاراً.
وتعد "أمازون"، أكبر مزود عالمي لخدمات الحوسبة السحابية، وكانت حتى وقت قريب خارج دائرة الشركات التي تدعم "OpenAI"، في وقت سارعت فيه منافساتها إلى اقتناص الفرصة.
حيث أعلنت "مايكروسوفت" -المستثمر الأكبر في OpenAI- مؤخراً عن التزام جديد بقيمة 250 مليار دولار عبر خدمات "Azure"، فيما وقعت "أوراكل" صفقة بـ300 مليار دولار، وانضمت "غوغل" أيضاً لتوفير قدرات حوسبة عبر منصتها السحابية. كما أبرمت OpenAI اتفاقاً بـ22.4 مليار دولار مع شركة "CoreWeave"، إحدى الشركات الناشئة في مجال الحوسبة السحابية الموجهة لمطوري الذكاء الاصطناعي.
قلق من فقاعة الذكاء الاصطناعي
يرى بعض المحللين أن وتيرة الإنفاق الهائلة من قبل شركات التكنولوجيا قد تؤدي إلى "فقاعة ذكاء اصطناعي"، حيث تُضخ المليارات في بنية تحتية لتقنية لا تزال غير مؤكدة الجدوى الاقتصادية الكاملة.
ويحذر الخبراء من أن السوق قد يشهد تشبّعاً في القدرات الحاسوبية قبل أن تظهر عائدات حقيقية من تطبيقات الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق.
تؤكد هذه الصفقة أن السباق نحو الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي لم يعد يتعلق بالبرمجيات فقط، بل بالبنية التحتية الضخمة التي تدعمها.
وفي ظل اشتداد المنافسة بين "OpenAI" و"مايكروسوفت" و"غوغل" و"أمازون" نفسها، يبدو أن التحكم في القدرات السحابية سيكون العامل الحاسم في تحديد من يقود ثورة الذكاء الاصطناعي في السنوات القادمة.
وقال الرئيس التنفيذي لـOpenAI سام ألتمان: "توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي المتقدم يتطلب قدرات حوسبة ضخمة وموثوقة. شراكتنا مع AWS تعزز النظام البيئي الذي سيقود الحقبة المقبلة ويجعل الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع."
أمازون ليست غريبة عن هذا السباق، فهي من أكبر المستثمرين في شركة "Anthropic"، المنافسة التي أسسها موظفون سابقون في OpenAI.
الأسبوع الماضي، أعلنت أمازون عن تشغيل مجمع ضخم لمراكز البيانات مخصص لـAnthropic، يعتمد على شرائحها الخاصة Trainium2.
وفي المقابل، كشفت "غوغل" الشهر الماضي عن صفقة لتزويد "Anthropic" بمليون شريحة ذكاء اصطناعي، في اتفاق تصل قيمته لعشرات المليارات.