مقالات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

خاص "وردنا"- الشرع إلى واشنطن.. تحصين الساحة السورية أولوية والملف الإسرائيلي بالواجهة!

خاص

كشف المبعوث الأميركي توم براك إن الرئيس السوري أحمد الشرع سيتوجّه إلى واشنطن في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لتوقيع اتفاق الانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش وعلى أثر هذه الزيارة من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ستكون هذه الزيارة الأولى للرئيس السوري لواشنطن، والثانية له إلى الولايات المتحدة بعد مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، ولكن ما أهميتها وكيف ستنعكس على الواقع السوري؟

يقول الصحافي والباحث السياسي جاد يتيم في حديثه لـ "وردنا" أن "الزيارة بحد ذاتها هي الثانية إلى أميركا بعد زيارة الجمعية العامة، ولكن ما يميزها هو أنّ هذه الزيارة رسمية إلى البيت الأبيض، ونحن نعلم أنّ كلّ رئيس إقليمي في دولة من دول الإقليم، استقباله في البيت الأبيض هو استقبال يمنحه أولًا شرعية وحصانة دولية من دولة عظمى كأميركا".

ويكشف أنّ الشرع يقوم بنسج "علاقات مع دول متناقضة"، أو على الأقل مختلفة في أوكرانيا، وحتى الآن لا يوجد طرف معترض أو يقول إنّ الشرع يجب أن يختار أو يلتزم بموقف معين، ولكن الخوف من ترامب المعروف بأدائه، العدائي في التعامل، فهو يضع الناس أمام الأمر الواقع ويتعامل مع الأمور بشكل شخصي أيضًا.

ويتساءل يتيم في هذا الصدد: هل يدرك الشرع لما قد يحدث إذا تعرّض لضغط؟ كيف سيردّ من دون أن يُغضب ترامب؟ ربما لا يحدث ذلك، لكن ما طبيعة الاتفاقات الآن؟

ويؤكد أن الشرع ذاهب وهو محصّن بانضمام سوريا إلى الجبهة أو التحالف الدولي لمحاربة داعش والإرهاب لذلك الهدف الأساسي هو الترتيبات الأمنية أو وضع اللمسات الأولى لمعاهدة أو اتفاقية مع إسرائيل"، مشيرا الى أن "هذه الزيارة قد لا تُنهي كلّ الملفات، ولكنها بالتأكيد ستمنح الشرع حصانة وشرعية في العديد من القضايا".

ويرى يتيم انّ "مسألة الإرهاب ستكون حاضرة في اللقاء وسيُناقش فيها، ولكن بما أنّ الانضمام إلى التحالف قد تمّ، فالقضية المحورية ستكون إسرائيل والأمن الحدودي، خصوصًا في الجنوب، والترتيبات الخاصة بين كيفية حفظ أمن إسرائيل والالتزام بما يقوله الشرع. وبالتالي من المؤكد أن تدعم تركيا ذلك بشكل كبير وهو ما يتعلق بوحدة الأراضي السورية".

أما على صعيد الموقف داخليًا في سوريا، يشير يتيم الى أنّ هناك خطوات يقوم بها الشرع باتجاه التقارب مع إسرائيل وما إلى ذلك، وحتى أنّ لديه مشكلة مع الجماعات الجهادية في إدلب، ولكن المسألة الأهم هي إسرائيل .

وتابع": "صحيح أنّ هذه الزيارات، على المستوى الدولي، قد تساعد في إيجاد حلول لمشكلات مع قسد ومع السويداء، ولكنها قد تخلق له مشكلات أخرى مع السوريين لأنهم بطبيعتهم لا يتقبّلون مسألة التطبيع مع إسرائيل".

ويختم يتيم حديثه لـ "وردنا" قائلاً: "إذا لم تُقرن هذه المساعي بخطوات اقتصادية ملموسة، مثل رفع العقوبات أو إلغاء قانون قيصر، وإذا لم تُترجم بمكاسب اقتصادية سريعة تُحسّن حياة السوريين، فإنّ ذلك قد يشكّل قنبلة تنفجر في وجه الشرع لاحقًا وبالتالي، ومع كلّ هذه الجهود الدولية، يجب على الشرع أن يُحسّن الوضع الداخلي من خلال توسيع المشاركة وإطلاق حوار سياسي سوري – سوري".

يقرأون الآن