خاص

تعد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية زيارة تاريخية، سيكون لها أثر كبير على المنطقة ككل، في ظل المتغيرات الدولية التي نتجت عن حرب غزة وسقوط النظام السوري وإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة. والأهم من ذلك هو المقاربة الجديدة لواشنطن تجاه الدور السعودي الذي ازداد أهمية في الخريطة الجديدة.

وفي حديث لموقع وردنا، اعتبر الصحافي السعودي سليمان العقيلي أن المملكة تعيد صياغة علاقتها مع واشنطن عبر مقاربة تربط الأمن بالدور الاقتصادي، والاقتصاد بالسيادة السياسية. بينما ترى الولايات المتحدة في السعودية شريكًا ضروريًا لإبقاء ميزان القوى في الشرق الأوسط مضبوطًا بما يحفظ نفوذها ويحدّ من تمدد الخصوم، وعلى رأسهم إيران. و لمواجهة إيران، تسعى المملكة لاستثمار علاقتها مع واشنطن لإعادة تشكيل موازين القوى، مع الأخذ في الاعتبار موقع اللاعبين الإقليميين وخصوصًا إسرائيل وتركيا.

وأكد العقيلي أن الرؤية السعودية قد تحولت من الدور التقليدي الذي كان يعتمد على الشراكة إلى لاعب هام يفرض مصالحه، في ظل تراجع الوزن الأميركي وإدراك واشنطن أن بقاء نفوذها في الشرق الأوسط يمر عبر الرياض.

ويعد اللقاء الأول لبن سلمان مع رئيس أمريكي في البيت الأبيض منذ نحو 7 سنوات، والذي جاء بعد تبني مجلس الأمن الدولي خطة ترامب بشأن غزة. تم إبرام صفقات تجارية وأمنية، أهمها شراء مقاتلات أف-35، التي يتراوح سعر الواحدة منها بين 82 و102 مليون دولار. ولكن السؤال المطروح هو حول الموقف الذي سيتخذه الكونغرس حيال المصادقة على الصفقة مقابل تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.

وعليه، فإن الأنظار تتجه إلى ترجمة نتائج الزيارة في الدول التي باتت تقع تحت رعاية مباشرة من المملكة، وأهمها سوريا، حيث تهتم الرياض بإقامة علاقات تجارية ودبلوماسية تفتح صفحة جديدة بعد خمسين عامًا من نظام قضى على فرص الشرق الأوسط عبر بوابته دمشق. بينما ينتظر لبنان الانتهاء من ملف حصر السلاح الذي تشترطه المملكة للمضي قدمًا في دعم الجيش، من خلال مؤتمر دعم الجيش الذي كان مقررًا في الرياض، أو من خلال المساهمة في إعادة الإعمار بعد عودة لبنان إلى الحضن العربي بعد عقود من الاحتلال الإيراني.

يقرأون الآن