وثّق مقطع فيديو مؤثر، أول ظهور للطفل السوري عمران، بعد مرور 9 سنوات على الحادثة الشهيرة التي قصفت فيها طائرات نظام بشار الأسد منزله في حلب، ما أسفر عن وفاة شقيقه، عندما كان عمره 4 سنوات، وظهر هو مغطى بآثار الركام والدم يسيل من وجهه ويجلس وحيداً في سيارة إسعاف.
فقد اعتلى عمران المسرح في قصر المؤتمرات أمس الاثنين، متحدثاً عن الحادثة التي تعرض لها عندما كان في الرابعة من عمره، خلال حضوره فعالية ذكرى تحرير سوريا. وقال: "أنا عمران.. يقولون إني عشتُ القصف والحصار، لكني لا أتذكر شيئًا".
كما أضاف: "كبرتُ وبقلبي فراغ… لا أعرف هل هو خوف أم بكاء. ما عرفت قصتي إلا من الفيديوهات. ظهرتُ حينها مغطى بالغبار، ولما جاء النصر رجع ضوء كبير لحياتي".
بدوره، سارع الرئيس السوري أحمد الشرع للصعود إلى المسرح لاحتضان الطفل وتقبيل رأسه في مشهد أثار تفاعلا واسعاً بين رواد ونشطاء مواقع التواصل.
يذكر أنه في عام 2016، التقط المصور السوري محمود رسلان صورة شهيرة لطفل يجلس داخل سيارة إسعاف، مغطى بالغبار، والدماء تسيل من وجهه، وقد بدا يحدق مذهولا، بعد دقائق من إنقاذه من تحت أنقاض منزله الذي استُهدف بغارة في مدينة حلب السورية.
وكان الطفل حينها يبلغ من العمر 4 سنوات، واسمه عمران دقنيش، وقد هزت صورته العالم. حيث غزا مشهد الصغير صامتا على المقعد، بلا بكاء ولا صراخ، والغبار يغطي جسده والدماء تلطخ وجهه، وسائل الإعلام العالمية.
حقبة جديدة
يذكر أن الرئيس السوري كان تعهد أمس 8 ديسمبر 2025 في كلمة ألقاها في قصر المؤتمرات، بحقبة جديدة قوامها العدل والعيش المشترك، مؤكداً الالتزام بمحاسبة كل من ارتكب الجرائم بحق السوريين الذين خرج عشرات الآلاف منهم إلى شوارع المدن الرئيسية للاحتفال. وقال الشرع "اليوم ومع إشراق شمس الحرية، فإننا نعلن عن قطيعة تاريخية مع ذاك الموروث وهدما كاملاً لوهم الباطل ومفارقة دائمة لحقبة الاستبداد والطغيان إلى فجر جديد، فجر قوامه العدل والإحسان والمواطنة والعيش المشترك".
ومنذ ساعات الصباح الأولى أمس، افترش عشرات الآلاف من السوريين الساحات العامة في المدن الكبرى، بينها دمشق وحلب وإدلب وحماة وحمص، ورفعوا أعلام بلادهم، مرددين هتافات وأهازيج داعمة للسلطة الجديدة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
كما نظمت وزارة الدفاع عروضا عسكرية جابت شوارع رئيسية في دمشق ومدن أخرى.


