يشير الدكتور فلاديمير بوليبوك، أخصائي أمراض المناعة والحساسية، إلى أن جراثيم المنزل لا تعزز جهاز المناعة، بل إن التواصل الاجتماعي مع الآخرين هو العامل الأساسي الذي يقويه.
وأوضح الدكتور أن عدد مرات تنظيف المنزل لا يؤثر بشكل حاسم على أداء جهاز المناعة، لأن الإنسان يحصل على معظم الجراثيم والفيروسات من الخارج، من خلال التواصل مع الآخرين في وسائل النقل العام، المؤسسات التعليمية، والأماكن العامة. وهذه التفاعلات توفر تدريبا طبيعيا لجهاز المناعة.
وقال: "تتشكل المناعة من خلال الاحتكاك المنتظم بالجراثيم والفيروسات والكائنات الدقيقة الأخرى. وبدون هذا التحفيز، تصبح منظومة المناعة خاملة ويضعف تفاعلها مع المهيجات. كما أن المصادر الرئيسية للميكروبات ليست في المنزل، بل في الخارج، ولذلك لا يمكن للنظافة المنزلية أن تضعف جهاز المناعة إذا كان الشخص يعيش حياة نشطة وغير منعزل عن المجتمع".
وأشار إلى أن الرغبة المفرطة في التعقيم ليست مفيدة، بينما يؤدي إهمال النظافة إلى مخاطر صحية، إذ تتكاثر الكائنات الدقيقة الضارة والبكتيريا المسببة للتعفن والعفن، ما قد يسبب الحساسية والتهابات الجهاز التنفسي.
وأضاف: "إذا لم تُرمَ القمامة ولم يُنظف المسكن، سينمو العفن والميكروبات المسببة للتعفن، مما يهيج الجهاز التنفسي وقد يسبب الحساسية. لذلك، من الضروري الحفاظ على توازن؛ فالنظافة مهمة، لكن تحويل المنزل إلى مختبر معقم ليس فكرة جيدة".
وأكد أن الحفاظ على النظافة يجب أن يكون معقولا ومتناسبا مع نمط الحياة، فالشخص الذي يتمتع بحياة اجتماعية نشطة يحصل على التحفيز المناعي الكافي خارج المنزل، أما في الداخل، فالأهم هو توفير بيئة مريحة وآمنة.


