مقالات

خاص "وردنا" - تحالف دولي محتمل ضد "الحزب": هذه الدول قد تشارك.. ولكن!

خاص

كشفت مصادر مطّلعة لـ"وردنا" عن طرح أميركي قيد النقاش يتمحور حول إمكانية تشكيل تحالف دولي يستهدف حزب الله، في سياق إقليمي شديد التعقيد، ويأتي هذا الطرح بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأيام الماضية، أشار فيها إلى أن عدداً من الدول أبدى رغبته في المشاركة في القضاء على حزب الله.

وقال ترامب في هذا السياق: "أقول الآن لهذه الدول إنكم لستم مضطرين إلى فعل ذلك. قد تضطرون لاحقاً، لكن لدينا دولاً تتطوّع للتدخل والتعامل مع هذا الملف بالكامل".

وبحسب المصدر نفسه، فإن إدارة ترامب تنظر حالياً إلى أولوياتها في المنطقة، ويُعتبر خيار تشكيل تحالف دولي ضد حزب الله في أدنى سلّم هذه الأولويات، رغم وجود أطراف داخل الإدارة الأميركية تبدي اهتماماً واضحاً بهذا الخيار وتستمع بإصغاء إلى الدعوات المطالبة بتفعيله.

أطراف مرشّحة للانضمام

تشير المعطيات إلى أن أكثر الدول قابلية للانضمام إلى هذا التحالف في حال تبلوره هما إسرائيل وسوريا.

-إسرائيل مرشّحة لتكون رأس حربة هذا التحالف، نظراً للعداء المباشر مع حزب الله والصراع القائم منذ سنوات، بل وتُعدّ من أبرز الجهات الدافعة نحو فكرة تشكيل التحالف، مستفيدة من علاقتها الوثيقة بالولايات المتحدة، ومن اعتبار أمنها أولوية استراتيجية أميركية.

-سوريا، التي انضمت مؤخراً إلى تحالفات مناهضة للإرهاب ومحاربة تنظيم “داعش”، قد تجد نفسها أمام فرصة لتقديم ما يشبه “بادرة حسن نية” للإدارة الأميركية، من خلال المشاركة في أي جهد يستهدف حزب الله، أملاً في كسب رضا واشنطن تجاه الرئيس أحمد الشرع، وفي الوقت نفسه ممارسة ضغط غير مباشر على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المتكررة داخل الأراضي السورية. ويُشار إلى أن هذا الملف بات مصدراً لغضب متزايد لدى الشرع، وهو ما عبّر عنه أخيراً حين اتهم إسرائيل بـ"تصدير المشاكل إلى المنطقة".

مخاوف أمنية على الحدود اللبنانية

في هذا الإطار، تفيد معلومات "وردنا" عن وجود تحشيدات لفصائل أجنبية عند الحدود مع لبنان، ما أثار مخاوف جدّية لدى سكان منطقة الهرمل والبقاع، الذين يعيشون حالة استنفار تحسباً لأي تحرّك محتمل لهذه الفصائل. ويعبّر الأهالي عن قلقهم من غياب الدولة، في ظل تقديرات أمنية تشير إلى أن الجيش اللبناني، بسبب النقص في العتاد والعديد، قد يواجه صعوبة في صدّ أي هجوم واسع بمفرده.

دول تعوّل واشنطن على مشاركتها.. لكن!

تعوّل الولايات المتحدة، في حال المضي قدماً في هذا الخيار، على مشاركة عدد من الدول الإقليمية والدولية، إلا أن العوائق تبدو كبيرة:

-الأردن: يشكّل الواقع الديموغرافي عائقاً أساسياً، إذ إن نحو 80% من سكان الأردن من أصول فلسطينية، وأي مشاركة برية ضد حزب الله قد تهدّد استقرار النظام الملكي وتفتح الباب أمام اضطرابات داخلية.

-الإمارات والسعودية: يتمثّل العائق الرئيسي في احتمال تعرّضهما لهجمات صاروخية من اليمن في حال قرّر الحوثيون فتح جبهة إسناد. فأي صاروخ يستهدف دبي أو أبو ظبي، أو منشآت حيوية كـ"أرامكو" في السعودية، قد يؤدي إلى تدهور خطير في الوضع الداخلي الخليجي ويخلخل الرؤى الأمنية والسياسية المعتمدة.

أما الدول الأوروبية، فرغم حماسة بعض العواصم لفكرة المشاركة في تحالف كهذا، إلا أن الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا لا تزال تشكّل هاجساً كبيراً يمنع أوروبا من تشتيت جهودها العسكرية والسياسية على أكثر من جبهة. يضاف إلى ذلك أن عدداً من الدول الأوروبية يرفض من حيث المبدأ الانخراط في تحالف من هذا النوع، ما قد يسرّع من تعميق الشرخ داخل الاتحاد الأوروبي ويفتح الباب أمام مزيد من التفكك في مواقفه الخارجية.

يقرأون الآن