خلال عامٍ واحدٍ، تلقى 63 % من المرضى البالغ عددهم 2111 مريضًا، مضادات حيوية لعدوى الجهاز التنفسي أثناء إقامتهم في المستشفى. وعلى أثر ذلك، توفي 168 مريضًا في غضون 30 يومًا، منهم 22 فقط لم يتم وصف المضادات الحيوية لهم.
وبعد دراسة كل العوامل بما في ذلك الجنس والعمر وشدة المرض والأمراض الكامنة بين المرضى، وجد الباحثون أن من وصفت لهم المضادات الحيوية أثناء إقامتهم في المستشفى كانوا أكثر عرضةً للوفاة مقارنة بالمرضى الذين لم يتلقوا المضادات الحيوية.
ولاحظ فريق البحث أنّ الأشخاص الذين اشتد عليهم المرض وأولئك الذين يعانون أصلًا من اعتلال في الصحة هم الأكثر عرضةً للحصول على المضادات الحيوية والموت. معتبرين أنّ هنالك عوامل أخرى مثل التدخين يمكن أن يكون لها دور أيضًا.
وفي السياق، أكّدت رئيسة فريق الباحثين الدكتورة ماغريت غارلسداتر هوفيند من مستشفى جامعة أكرشوس وجامعة أوسلو بالنرويج، أنّه بالنظر إلى القيود المفروضة على أي دراسة بأثر رجعي مثل دراستهم، فإن التجربة السريرية التي بدأتها في الآونة الأخيرة مع أقرانها تعد ضرورية، بهدف تحديد ما إذا يتعين علاج المرضى الذين يدخلون المستشفى مصابين بعدوى الجهاز التنفسي الشائعة بالمضادات الحيوية أم لا.
وأشارت إلى أنّ البيانات الجديدة تشير إلى وجود "إفراط كبير في استخدام المضادات الحيوية".
وحقق الباحثون في تأثير استخدام المضادات الحيوية على البقاء على قيد الحياة في أكثر من 2100 مريض في مستشفى في النرويج بين عامي 2017 و2021 ووجدوا أنّ إعطاء المضادات الحيوية للأشخاص المصابين بعدوى الجهاز التنفسي الشائعة لن يقلل على الأرجح من خطر الوفاة في غضون 30 يومًا.
وشمل البحث المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالجائحة عن طريق عمل مسحة للأنف أو الحلق للعدوى الفيروسية مثل الإنفلونزا أو كوفيد-19 وتم استبعاد الذين يعانون من عدوى بكتيرية مؤكدة. ومن المقرر تقديم هذا البحث في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية الشهر المقبل في كوبنهاغن.
رويترز