لبنان

موقف مرتقب للرؤساء الثلاثة حول إنجاز مهمة الجيش بجنوب الليطاني

موقف مرتقب للرؤساء الثلاثة حول إنجاز مهمة الجيش بجنوب الليطاني

دخلت مهمّة الجيش ال​لبنان​ي في تنفيذ قرار حصر السلاح في منطقة جنوب الليطاني ضمن فترة تنتهي نهاية السنة الحالية، أسبوعها الأخير، حيث يُنتظر أن يصدر عن ​الجيش اللبناني​ اعلان واضح عن إنجاز مهمّته ضمن المهلة المحددة. كذلك أبلغت مصادر واسعة الاطلاع إلى "​الجمهورية​" قولها، إنّها ترجح أن يصدر موقف موحّد عن رئيس الجمهورية ​جوزاف عون​ ورئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ ورئيس الحكومة ​نواف سلام​ حول الأمر نفسه، ربما في بيان مشترك، او إعلان، بعد اجتماع ثلاثي يعقدونه في القصر الجمهوري في بعبدا، يؤكّدون فيه على الثوابت اللبنانية، ولاسيما لناحية وقف العدوان والانسحاب ال​إسرائيل​ي وإطلاق الأسرى، والالتزام الكلي باتفاق وقف الأعمال الحربية وال​قرار 1701​".

ولم تستبعد مصادر المعلومات، أن يصدر اعلان موازٍ من قبل ​حزب الله​ حول هذا الأمر، وربما يتمّ ذلك في موقف مباشر يعلنه الأمين العام للحزب الشيخ ​نعيم قاسم​، الذي ستكون له إطلالة جديدة بداية الاسبوع المقبل.

ورداً على سؤال عن الخطوة التالية بعد انتهاء مهمّة الجيش جنوب الليطاني، أبلغ مرجع سياسي إلى "الجمهورية" قوله، انّ "ما هو مطلوب من لبنان تمّ تنفيذه بالكامل، والجيش اللبناني قام بما هو مطلوب منه على أكمل وجه. اما في ما خصّ ما يمكن حصوله بعدما أكمل الجيش مهمّته حتى آخر السنة، فكل الامور قابلة للبحث والنقاش".

ونقلت صحيفة "الجمهورية"، عن مسؤول سياسي قوله إنّه "لا يرى تصعيداً إسرائيلياً كبيراً على ساحة لبنان، ولاسيما انّ ما يريده الإسرائيلي يحققه في حرب مستمرة منذ ما بعد إعلان اتفاق وقف الأعمال العدائية، وإسرائيل تعتدي وتضرب يومياً، ولا أحد يسألها ولا أحد يحاول أن يردعها لا ميكانيزم ولا غير ميكانيز». الّا انّ الجبهة المثيرة للقلق هي جبهة ​إيران​، التي لوحظ في الآونة الاخيرة تكثيف المستويات الإسرائيلية السياسية والأمنية تهديداتها ضدّ ايران، وآخرها ما أعلنه رئيس الأركان الإسرائيلي عن تحضير لحرب في المدى القريب على إيران".

ونقلت الصحيفة عن سفير دولة غربية كبرى، قوله خلال لقاء جمعه بمجموعة من النواب والسياسيين، إنّ "الوضع في منطقة ​الشرق الأوسط​ قابل لاحتمالات مجهولة في ظل الصراعات المتراكمة فيها". ونُقل عنه قوله ما حرفيته "إنّ أفق الحلول والتسويات إنْ لم يكن مسدوداً، فبالحدّ الأدنى انّه معقّد جداً".

وكشفت مصادر مطلعة على أجواء اللقاء لـ"الجمهورية"، انّ "السفير الغربي قدّم صورة وتقييماً حذراً للوضع في لبنان"، حيث لفت إلى انّ "تفجّر أي صراع او صدام في هذه المنطقة، سيلقي بارتداداته بصورة حتمية وعاجلة على ساحة لبنان".

إلّا انّه اشار إلى أنّه "على الرغم من هذا الخطر، الّا انّ الفرصة تبقى متاحة أمام لبنان لكي يجنّب نفسه أي خضات او اي تداعيات ومنزلقات، حيث في مقدوره أن ينضبط في مسار معاكس لتلك الصراعات، ويستجيب لحاجته الملحّة إلى خطوات تحصينية، ولعلّ أكثر الحاحاً، هي أن يدرك اللبنانيون بكل مستوياتهم، وعلى وجه الخصوص السلطة الحاكمة وسائر المكونات والتوجّهات السياسية، بأنّ لبنان لا يمكن له ان يستمر في التعايش لفترة طويلة من دون حلول عاجلة لأزمته".

ووفق تقدير السفير المذكور كما نُقل عنه، فإنّ "لبنان رازح حالياً تحت ضغطين كبيرين، يتجلَّى الأول في العامل الخارجي، حيث يجب الاعتراف بأنّ الخارج يلقي بارتدادات وتداعيات ضاغطة إلى حدّ كبير على لبنان، ولاسيما من العامل الإسرائيلي الذي تضع الدول الصديقة للبنان في رأس أولوياتها تبريد الأجواء وتبديد المناخ التصعيدي القائم. واما الثاني فيتجلّى في العامل الداخلي اللبناني، وليسمح لي اللبنانيون بأن اقول بأنّه يفوق الضغط الخارجي ضرراً على لبنان، بحيث يشكّل ما يشهده من صراعات سياسية وتوترات مذهبية وتشابك مصالح وتصادم رؤى وتوجّهات، نقطة الإضعاف الأساسية لبنيته السياسية وحتى المدنية والمجتمعية. ويفاقم ذلك بالتأكيد عنصر الخلل الأساس المتمثل بسلاح «حزب الله» ورفض الحزب التخلّي عنه".

وحذّر السفير الغربي من انّ "ظروف المنطقة شديدة الصعوبة والتعقيد، ولبنان وسط هذه الظروف، إضافة إلى وضعه الداخلي، مصيره الشلل الكامل، وربما اكثر من ذلك، إن لم تنجح محاولات تبريد التصعيد العسكري والأمني من جهة، ومن جهة ثانية إن لم تتحول الدولة فيه إلى دولة ذات تماسك قوي، تديرها قيادة صلبة تتمتع اولاً بالقدرة على إدارة نفسها بطريقة سليمة وحكيمة. ونحن في المناسبة نثق بإدارة الرئيس جوزاف عون ونقدّر ما يقوم به، وثانياً، على استيعاب الداخل واحتواء صراعاته، وثالثاً، ليس فقط على اتخاذ القرارات، بل على تنفيذها، ومحاذرة التردّد وأي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى إضعاف الدولة".

وخلص إلى القول: "حاجة لبنان ملحّة جداً لبلوغ تفاهمات تنهي التوتر الحاصل مع إسرائيل، وهنا يأتي دور الأصدقاء في رفد لبنان بمساعدة جدّية ترسم خط النهاية لأزمته. ولكن بالدرجة الاولى فإنّ المطلوب من لبنان وبإلحاح ان ينقذ نفسه من اي خلل او شلل يؤدي في نهاية المطاف إلى ما لا يرغب به اللبنانيون، ولاسيما لجهة أن يقرر مصير بلدهم شيء ما خارجي".

يقرأون الآن