حيث اكتشف فريق من الباحثين من المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية أن الفتيات البدينات يمكن أن يكون لديهن المزيد من هرمون التستوستيرون في أجسادهن، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وظهور حب الشباب وزيادة شعر الجسم، ويضيف الباحثين أن البلوغ يمكن أن يكون مختلفاً بين الفتيات البدينات من حيث نمو الثدي والهرمونات التناسلية.
السمنة قد تأخر مرحلة البلوغ عند الفتيات الصغار
ووفقاً للدراسات السابقة، تبدأ الإناث الشابات ذوات الوزن الزائد في سن البلوغ ويختبرن أول دورة شهرية لهن قبل الفتيات ذوات الوزن الطبيعي، ومع ذلك لم يتضح ما إذا كانت السمنة يمكن أن تؤثر على توقيت البلوغ وحسب، ولكن أيضاً على مستويات هرمون التكاثر لدى الفتيات، مما يمكن أن يؤثر على كيفية تطور الأعضاء التناسلية للإناث مثل الثدي والمبيض والرحم.
وقد قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة ناتالي شو: " لقد وجدنا في دراستنا أنه في منتصف البلوغ إلى أواخره، أظهرت الفتيات اللواتي لديهن قدر أكبر من الدهون الكلية في الجسم مستويات أعلى من بعض الهرمونات التناسلية بما في ذلك الهرمون المنبه للجريب (FSH) وهرمون الإنهيبين ب والهرمونات الشبيهة بالذكور مثل التستوستيرون ".
ماهو تأثير السمنة على مرحلة النضج عند الفتيات الصغار
وأضافت: " في بعض الفتيات اللواتي لديهن نسبة عالية من الدهون الكلية في الجسم، ارتبطت مستويات هرمون التستوستيرون المرتفعة بعدم انتظام الدورة الشهرية وظهور حب الشباب وزيادة شعر الجسم، أما في أواخر سن البلوغ، أظهرت الفتيات اللواتي لديهن زيادة في نسبة الدهون في الجسم تأخيراً في نضج الثدي، وذلك بحسب ما تم تحديده بواسطة فحص الثدي بالموجات فوق الصوتية، والحيض المبكر ولم تكن هناك فروق في نضج المبيضين أو الرحم بسبب زيادة تراكم دهون الجسم ".
• تأثير السمنة على النضج الجسدي:
على مدار أربع سنوات، درس الباحثين 90 فتاة تتراوح أعمارهن بين 8 و15 عام، وقد تم تصنيف 36 فتاة على أنهن بدينات بينما كان لدى 54 أخريات وزن طبيعي، وقد قام الفريق بحساب إجمالي الدهون في الجسم باستخدام فحص امتصاص الأشعة السينية ثنائي الطاقة (DXA) ، وتتبعوا سن البلوغ باستخدام مخطط النمو المرحلي، والموجات فوق الصوتية للثدي والحوض، وقياس مستويات الهرمونات في عينات الدم، وتسجيل عمر كل فتاة عندما شهدت دورتها الشهرية الأولى أيضاً.
وقد أظهرت النتائج التي توصلوا إليها أن الفتيات ذوات الدهون الكلية الأعلى في الجسم كان لديهن اختلافات في مستويات الهرمونات التناسلية، وقد طورن ثدياً ناضجاً بشكل أبطأ وكانت الدورة الشهرية الأولى لديهن أبكر من الفتيات ذوات الدهون الكلية الاقل في الجسم.
كما قالت الدكتورة شو: " إن النتائج طويلة المدى لهذه الاختلافات في علامات البلوغ تستحق مزيداً من الدراسة والبحث ".
