يستعد مجلس النواب اللبناني للانعقاد يوم الأربعاء المقبل في مسعى لانتخاب رئيس جديد للدولة، وهو المنصب الشاغر حاليا. ولكن مع عدم توصل الأطراف الرئيسية لاتفاق على الشخص الذي يمكن أن يتولى هذا المنصب، فإنه ليس من المرجح أن تتمخض الجلسة البرلمانية عن اختيار رئيس جديد.
لكن أي من الأسماء الرئيسية المطروحة حاليا، لا يتمتع بدعم واسع بما يكفي لانتخابه. وتشترط اللوائح أن يحضر الجلسة ثلثا نواب البرلمان البالغ عددهم 128 نوابا من أجل المضي قدما، مما يعني أن ثلث البرلمانيين يمكنهم أن يفسدوا التصويت بعدم حضورهم.
وفيما يلي قائمة بالأسماء الرئيسية المرشحة للمنصب:
جهاد أزعور
تقلد أزعور منصب وزير المالية من قبل، لكنه يشغل منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي منذ 2017.
وحظي أزعور بترشيح عدد من الأحزاب، أبرزها أكبر حزبين مسيحيين في لبنان هما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر اللذان على خلاف بشأن عدد من القضايا الأخرى. كما يحظى أزعور بدعم الحزب التقدمي الاشتراكي، وهو أكبر حزب درزي بقيادة وليد جنبلاط.
وفي أول تعليق له على ترشيحه، قال أزعور إن ترشيحه هو "دعوة إلى الوحدة".
وشغل أزعور (57 عاما) منصب وزير المالية في الفترة من 2005 إلى 2008 وهي الفترة التي شهدت صراعا سياسيا بين حكومة مدعومة من الغرب والسعودية ضد خصوم متحالفين مع دمشق بقيادة حزب الله.
وفي الوقت ذاته، وصف حزب الله أزعور بأنه "مرشح مواجهة وتحد"، في إشارة إلى دوره الوزاري خلال الأزمة السياسية التي بلغت ذروتها بنزاع مسلح في أيار 2008 وسيطرة حزب الله على جزء كبير من بيروت.
لكن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وصف أزعور بأنه محايد وأن المرشح اللبناني يحتاج إلى إجراء إصلاحات لمعالجة الأزمة المالية.
وخلال فترة ولاية أزعور في صندوق النقد الدولي، توصل الصندوق إلى اتفاق تمويل مبدئي مع بيروت بقيمة ثلاثة مليارات دولار واشترط بعض الإصلاحات التي فشلت الحكومة في تنفيذ معظمها.
سليمان فرنجية
جده سليمان فرنجية انتخب رئيسا للجمهورية عام 1970، هو سليل عائلة لبنانية لها باع طويل في السياسة، ويُنظر اليه منذ فترة طويلة على أنه رئيس محتمل. وكاد ان يبلغ القصر الجمهوري عام 2016 قبل أن يذهب المنصب إلى الرئيس السابق ميشال عون ضمن اتفاق سياسي بين عدد من الأحزاب.
وداعموه الرئيسيون هذه المرة هما حزب الله وحركة أمل التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري. ويرتبط رئيس تيار المردة سليمان فرنجية (57 عاما) بعلاقة صداقة قوية مع الرئيس السوري بشار الأسد.
ووصف فرنجية، ترسانة حزب الله العسكرية بأنها ضرورية للدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل، ويقول منتقدوه إن علاقاته الوثيقة مع حزب الله سبب رئيسي لمعارضة ترشيحه.
ودخل فرنجية ميدان السياسة في وقت مبكر من حياته بعد مقتل والديه وشقيقته على أيدي ميليشيا مسيحية في 1978 داخل منزلهم في بلدة إهدن شمالي البلاد.
ويعدّ فرنجية أحد أبرز الشخصيات في النظام السياسي اللبناني، لاسيما في فترة ما بعد الحرب الأهلية، الحقبة التي عرفت "بزمن الوصاية السورية" الذي استمر مدة 15 عاما بعد الحرب، إلى أن اضطرت سوريا للانسحاب في 2005 بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.
جوزاف عون
رغم أن التوقعات تشير إلى أن جلسة البرلمان يوم الأربعاء ستضع فرنجية وأزعور في مواجهة بعضهما، ينظر البعض إلى قائد الجيش جوزاف عون بوصفه مرشحا ثالثا محتملا.
ويتولى عون قيادة الجيش منذ عام 2017، وهي الفترة التي شهدت فيها البلاد بوادر الأزمة المالية. وفي عام 2021، حذّر عون من أن الانهيار سيؤدي حتما إلى انهيار جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش اللبناني الذي يعد العمود الفقري للبلد.
وبوصفه قائدا عسكريا محنكا، انتقد عون السياسيين الذين تقلدوا المناصب الحاكمة في البلاد بسبب الانهيار، قائلا إن الجنود كانوا يعانون من الجوع شأنهم شأن بقية اللبنانيين وتوجه بسؤال للسياسيين قائلا "ماذا تنوون أن تفعلوا؟"
وبعد وقت قصير من توليه قيادة الجيش في عام 2017، أدار عون المعركة التي أدت إلى هزيمة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على الحدود الشرقية بين سوريا ولبنان. وقد نالت العملية العسكرية إشادة السفير الأمريكي في ذلك الوقت، الذي قال إن الجيش قام بعمل ممتاز.
وسبق أن عبر جعجع عن دعمه لعون كرئيس محتمل، ونسب إليه الفضل في إدارة الجيش بصورة جيدة والعمل كرجل دولة.
لكن آخرين يعارضون ترشحه، ومنهم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي قال في وقت سابق من هذا العام بأنه "يأخذ بالقوة صلاحيات وزير الدفاع" واتهمه بالضلوع في قضايا فساد.
رويترز