بدأ الجيش الروسي، اليوم السبت، بتنفيذ عملية عسكرية في منطقة فورونيج للتصدي لقوات فاغنر، بعد سيطرة الأخيرة عليها في وقت سابق اليوم.
وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحق ما وصفه بالتّمرد المسلح بعد أنّ قال رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجن اليوم، إنه سيطر على مدينة جنوبية في إطار مسعى للإطاحة بالقيادة العسكرية.
WATCH: Putin's address to the nation, with English subtitles pic.twitter.com/KKZy2XQhK3
— BNO News (@BNONews) June 24, 2023
بدا هذا التحول المثير، الذي لم تتضح بعد تفاصيله، وكأنه أكبر أزمة داخلية يواجهها بوتين منذ أن أمر بغزو واسع النطاق لأوكرانيا أسماه "عملية عسكرية خاصة" في شباط/ فبراير العام الماضي.
وقال بوتين في خطاب نقله التلفزيون "أدت المغالاة في الطموح والمصالح الخاصة إلى الخيانة"، ووصف التمرد بأنه "طعنة في الظهر".
وأضاف: "أنها ضربة لروسيا ولشعبنا. وستكون تحركاتنا قاسية للدفاع عن الوطن ضد مثل هذا التهديد".
⚡️#Putin promised to fight back:
— KyivPost (@KyivPost) June 24, 2023
“They're pushing us to a defeat and capitulation, a strike against Russia, our people. Our actions will be brutal... As a citizen of #Russia, I will do everything to defend the country.” pic.twitter.com/C73V0nS6Eh
وقال بوتين إن "كل من سلك عمدا مسار الخيانة... من دبر تمردا مسلحا... من سلك طريق الابتزاز والأساليب الإرهابية... سيعاقب لا محالة وسيكون تحت طائلة القانون وشعبنا".
كان بريغوجن قد طالب وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف بالقدوم إليه للقائه في روستوف، وهي مدينة قريبة من الحدود مع أوكرانيا قال إنه سيطر عليها. وتعهد بريغوجن بالإطاحة بهما بسبب ما وصفها بأنها قيادة كارثية للحرب ضد أوكرانيا.
وكان قد قال إن لديه 25 ألف مقاتل "سيستعيدون العدالة" وزعم، دون تقديم أدلة، أن الجيش قتل عددا كبيرا من مقاتلي مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة في ضربة جوية، وهو أمر نفته وزارة الدفاع.
BREAKING:
— Visegrád 24 (@visegrad24) June 24, 2023
Prigozhin releases a new statement saying that Russia is corrupt because of Putin and that:
“we will destroy everything around us, we are all ready to die - all 25 thousand, and then another 25 thousand, because the Russian people must be liberated” pic.twitter.com/ntdqZ4YlJP
قادت فاغنر بقيادة بريغوجن الاستيلاء على مدينة باخموت الأوكرانية الشهر الماضي، وكان يتهم شويغو وجيراسيموف علنا منذ شهور بعدم الكفاءة وحرمان فاغنر من الذخيرة والدعم.
وأمس الجمعة، بدا أنه دخل مرحلة جديدة في الخلاف قائلا إن سبب بوتين المعلن لغزو أوكرانيا قبل 16 شهرا استند إلى أكاذيب اختلقها كبار ضباط الجيش.
وقال بريغوجن في مقطع مصور "كانت الحرب ضرورية... لكي يصبح شويغو مارشالا... لكي يتمكن من الحصول مرة أخرى على ميدالية 'بطل' (روسيا)".
وقال "لم تكن الحرب ضرورية لنزع سلاح أوكرانيا أو القضاء على النازية فيها"، في إشارة إلى المبررات التي يستخدمها بوتين للحرب.
وفي واحدة ضمن فورة رسائل صوتية كثيرة خلال الليل، أوضح بعد ذلك أنه يتحرك ضد الجيش.
وقال "أولئك الذين دمروا أبناءنا... الذين دمروا أرواح عشرات الآلاف من الجنود الروس... سيعاقبون. أطلب عدم المقاومة من أحد".
وقال "هناك 25 ألف منا وسنكتشف سبب حدوث الفوضى في البلاد"، متعهدا بتدمير أي نقاط تفتيش أو قوات جوية في طريق فاغنر. وقال في وقت لاحق إن رجاله دخلوا في اشتباكات مع جنود نظاميين وأسقطوا طائرة هليكوبتر.
وقال مصدر أمني روسي إن مقاتلي فاغنر سيطروا أيضا على منشآت عسكرية في مدينة فورونيج الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوبي موسكو.
Full footage of the pair of Russian Ka-52s that bombed the tank farm in Voronezh https://t.co/cw51neX3gD pic.twitter.com/x6fOGrHxcP
— OSINTtechnical (@Osinttechnical) June 24, 2023
وفتح جهاز الأمن الاتحادي الروسي قضية جنائية ضد بريغوجن بتهمة التمرد المسلح، وقال إن تصريحاته "دعوات لإطلاق شرارة نزاع مدني مسلح على الأراضي الروسية".
وأضاف "نناشد... المقاتلين عدم ارتكاب أخطاء لا يمكن إصلاحها، ووقف أي أعمال قسرية ضد الشعب الروسي، وعدم تنفيذ أوامر بريغوجن الإجرامية والخائنة، واتخاذ إجراءات لاعتقاله".
ونقلت وكالة تاس الرسمية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن جميع أجهزة الأمن الروسية الرئيسية ترفع تقاريرها إلى بوتين "على مدار الساعة".
وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين عبر قناته على تيليغرام إن السلطات شددت الإجراءات الأمنية في موسكو.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن تم اطلاعه على الوضع.
قافلة عسكرية
وفي حوالي الساعة الثانية صباحا (23:00 بتوقيت غرينتش)، نشر بريغوجن رسالة على تطبيق تيليغرام تفيد بأن مقاتليه في روستوف وأنهم على استعداد "للمضي قدما" ضد كبار الضباط وتدمير أي شخص يقف في طريقهم.
في حوالي الخامسة صباحا (02:00 بتوقيت غرينتش)، قالت إدارة منطقة فورونيج، الواقعة على طريق إم-4 السريع بين العاصمة الإقليمية روستوف أون دون وموسكو، على تيليغرام إن قافلة عسكرية كانت على الطريق السريع وحثت السكان على تجنب استخدامه.
وأظهرت لقطات لم يتم التحقق من صحتها تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي قافلة من مختلف المركبات العسكرية تشمل دبابة واحدة على الأقل ومركبة مدرعة واحدة على ظهر شاحنات. ولم يتضح موقعها أو ما إذا كانت الشاحنات المغطاة في القافلة بها مقاتلون. وكانت بعض المركبات ترفع العلم الروسي.
وأظهرت لقطات بثتها قنوات مقرها روستوف أون دون مسلحين يرتدون الزي العسكري يمشطون مقر الشرطة الإقليمية في المدينة على الأقدام، فيما تمركزت دبابات خارج مقر المنطقة العسكرية الجنوبية.
ونفى بريغوجن محاولة القيام بانقلاب عسكري.
وقال إنه أخرج مقاتليه من أوكرانيا إلى روستوف، وأظهر فيديو بثته قناة موالية لفاغنر بريغوجن وهو يتحدث على ما يبدو مع اثنين من القادة العسكريين في المقر الرئيسي للمنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا.
وظهر في الفيديو وهو يبلغ القائدين "وصلنا إلى هنا ونريد لقاء رئيس هيئة الأركان العامة وشويغو... إذا لم يأتيا، فسنكون هنا.. سنحاصر مدينة روستوف ونتجه إلى موسكو".
قال مسؤولون محليون روس إن القافلة العسكرية كانت بالفعل على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط الجزء الجنوبي من روسيا بموسكو، ودعوا السكان إلى تجنب ذلك الطريق.
وكان اللفتنانت جنرال فلاديمير ألكسييف، الذي ظهر لاحقا مع بريغوجن في مقطع الفيديو من روستوف أون دون، قد ناشد رئيس فاغنر في مقطع مصور سابق إعادة النظر في أفعاله.
وقال "الرئيس وحده له الحق في تعيين القيادة العليا للقوات المسلحة وأنتم تحاولون التعدي على سلطته".
وأظهر مقطع فيديو لم يتم التحقق منه نُشر على قناة موالية لفاغنر على تيليغرام مشهدا في غابة حيث تشتعل حرائق صغيرة وتبدو أشجار وكأنها تحطمت بالقوة. وكانت هناك جثة واحدة على ما يبدو، لكن لم يكن هناك دليل مباشر على وقوع أي هجوم.
وحمل المشهد التعليق "تم إطلاق هجوم صاروخي على معسكرات شركة فاغنر العسكرية الخاصة. هنا كثير من الضحايا. وفقا لشهود، جاءت الضربة من الخلف، أي نفذها جيش وزارة الدفاع الروسية".
فيما قالت وزارة الدفاع إن تلك المزاعم كاذبة.
رويترز