لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

آن غريو: لبنان ليس بخير.. والاستقرار الحالي خادع

في ذكرى العيد الوطني الفرنسي، بدت السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو وكأنها نزعت قفازاتها الدبلوماسية، وتوجهت الى القادة اللبنانيين بخطاب مكتوب، فيه من التوبيخ أكثر من أي شيء آخر. الكلام المعدّ سلفا الذي أطلقته من قصر الصنوبر كان مدروساً ومقصوداً ليسمعه زوارها من كافة الأطراف السياسية أولا وعامة اللبنانيين ثانياً، لاسيما وأن خطابها هذا هو الأخير قبل مغادرتها لبنان لانتهاء مهامها.  

آن غريو: لبنان ليس بخير.. والاستقرار الحالي خادع

السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو تلقي كلمتها في ذكرى العيد الوطني الفرنسي (تصوير حسين محي الدين و عباس سلمان)

مع "اكتمال النصاب" في قصر الصنوبر من شخصيات سياسية ودبلوماسية واجتماعية، وبعد النشيدين الوطنيين اللبناني والفرنسي، أعربت السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو عن قلقها تجاه مستقبل لبنان، وقالت: "ألمس وبكل رهبة حجم التحدّيات التي ما زال ينبغي تخطيها لكي يستعيد لبنان المكانة التي يجدر به أن يشغلها في الشرق الأوسط وإزاء شركائه وأصدقائه" وأنه لدى استلامها مهامها في تشرين الأول/اكتوبر 2020 وصلت الى بيروت المدَّمرة، بفعل انفجار المرفأ، ولبنان كان آنذاك طريح الأرض، و"إكتشفت حينئذ دولة غائبة، وما زالت". 

وتابعت، "يا أصدقائي الأعزاء، إن لبنان ليس على ما يرام، يطيب للبعض أن يعتقدوا اليوم أنّه تمّ تجاوز الأزمة، غير أن الإستقرار الحالي إستقرار خادع". وأشارت الى أنه اذا تم وضع المساعدات الكبيرة التي يقدمها الاغتراب اللبناني والمجتمع الدولي، "فإن الأمر المقلق هو أن هذا الاقتصاد يتغذّى من الترسيخ المتزايد لعمليّات التبييض وللجريمة المنظمة التي تنتشر في كافة أنحاء المشرق". بدفع من سوريا التي أصبحت "دولة مخدّرات" على حدّ قولها.

وشبهّت غريو لبنان كمن يتعّرض للبتر، فقواه الحيّة وشبابه يغادرونه "بحثا عن آفاق أكثر رأفة بهم لأنهم ضاقوا ذرعا بان تتم التضحية بهم على مذبح الإبقاء على نظام غير قادر على أن يتجدّد".


الخوف من الآخر

السفيرة الفرنسية لم تكتف بذلك، بل إنها تحدثت عن المخاوف التي تجتاح اللبنانيين بالقول، "اذا ما وضعنا جانبا الإستخفاف والزبائنيّة والإتجار غير المشروع والفساد، ما الذي ينخر لبنان اليوم في الصميم؟ إنه الخوف، الخوف من الآخر، فهذه أشباح النزاعات التي ما زالت تطارد أولئك الذين خاضوا هذه النزاعات والذين قد تتملكهم الرغبة بأن يطلقوا شرارتها من جديد لتجتاح ألسنة اللهب المجتمع اللبناني. غير أن الخوف الذي ينتاب اللبنانيين الذين قابلتهم هو قبل كل شيء الخوف من عدم العثور على الدواء لفرد من العائلة مصاب بالسرطان والخوف من عدم التم ّكن من تسديد قسط ولٍد في المدرسة أو من تأمين القوت له".

ورأت أن التصدي لهذه المخاوف يكون بالحلول المستدامة، فيما يقول لها البعض إن الوقت قد حان لإعادة النظر بالتنظيم المناطقي للبنان، وقصدت هنا الطروحات الفدرالية، "وأنا أجيبهم بأنّه ينبغي البدء بتطبيق اللامركزية التي نصّ عليها إتفاق الطائف".

وأردفت موضحة، أنه ما من بلد يسعه الهروب من جغرافيّته الخارجيّة أو من خريطته الداخلية، ورسالة لبنان تقتضي بأن يكون بوابة بين الشرق والغرب، وأن يكون مساحة للتعايش بسلام بين جميع الذين وجدوا فيه ملجأ على مّر التاريخ.

وعن هذه المخاوف والنّزعات المؤذية التي تجد تربة خصبة في الأزمة الاقتصادية وتوقّف المؤسسات السياسية عن العمل، قالت، إنه لايوجد رئيس للجمهورية منذ تسعة أشهر كي يُسمع صوت لبنان على الساحة الدولية "علماً أن بلدكم غاب عن الأجندة الدولية في حين أن الشرق الأوسط يشهد تطّورات كبرى، والحكومة لا تُعنى إلّا بتصريف الأعمال، والبرلمان لم يعُد يشرع، إنّه شلل مميت بالنسبة إلى لبنان واللبنانيين".

وسألت غريون أين كان يمكن أن يكون لبنان اليوم لولا مساعدات المجتمع الدولي للجيش والقوى الأمنية والمدارس والمستشفيات. 

السفيرة الأميركية دوروثي شيا والاعلامية مي شدياق و النائبة عناية عز الدين ومحمود بري


لو دريان.. والوجود النادر 

عن تعيين وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان، كمبعوث خاص للرئاسة الفرنسية الى لبنان، أوضحت السفيرة غريو أن خطوة رئيس الجمهورية عبر إقتراح وساطة لودريان تهدف إلى "جمع بلدان المنطقة والمجتمع الدولي التي ما زالت تهتم بمستقبل لبنان وقد أصبح وجودها نادرا". كما ترمي إلى توفير الظروف الضرورية لإقامة حوار هادئ بين فرقاء لا يتحدّثون مع بعضهم البعضن علما أنه يقع على عاتقهم جميعا انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة ليعملا لمصلحة لبنان واللبنانيين. وأن الهدف ليس الحلول مكان الأفرقاء اللبنانيين، بل محاولة مواكبة إعادة إطلاق عجلة المؤسسات، "فهذا شرط مسبق ّلا بدّ من توافره لكبح إنهيار لبنان ودولته". 

جانب من الحضور في قصر الصنوبر


وكانت الوفود وممثلي الرؤساء والقوى السياسية، الى جانب عدد من السفراء قد حضرت الى قصر الصنوبر للمشاركة بالعيد الوطني الفرنسي، أو "يوم الباستيل". 

وهي ذكرى اقتحام سجن الباستيل في 1789 وانتصار الثورة الفرنسية على النظام الملكي الذي كان قائما في حينه. وفي عام 1880 أقرت الجمهورية الثالثة في فرنسا يوم 14 تموز/يوليو، ذكرى اقتحام الباستيل (1789)، عيدا وطنيا يوحد جميع الفرنسيين. 

ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري محمود بري والنائبة عناية عز الدين مع السفيرة غريو

  

وزير الداخلية بسام مولوي ممثلا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي


نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب

 

النائب ابراهيم كنعان والسفيرة غريو


النائبان ابراهيم كنعان ونعمت افرام

 

النائبان مارك ضو ودوري شمعون والوزير السابق ريشار كيومجيان


النواب: الياس بوصعب وهاكوب ترزيان ونعمة افرام وابراهيم كنعان





يقرأون الآن