أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق اليوم الأحد في إطار زيارة هي الأولى لرئيس وزراء عراقي منذ اندلاع الحرب بسوريا في 2011.
وقالا في مؤتمر صحافي إنهما بحثا تأمين الحدود المشتركة التي تمتد لنحو 600 كيلومتر في ضوء التهديدات الأمنية بما في ذلك من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأضافا أنهما اتفقا على تعزيز التعاون للحد من تهريب المخدرات.
وذكر السوداني أنهما ناقشا كذلك سبل مكافحة الجفاف في البلدين والناجم عن تراجع هطول الأمطار وتغير المناخ وقيام تركيا ببناء سدود.
وأشار السوداني إلى الحاجة للتعاون "لضمان حصص مائية عادلة".
وقال إن العراق يدعم رفع العقوبات المفروضة على سوريا من جانب الولايات المتحدة والدول الأوروبية منذ 2011.
وتربط العراق وسوريا علاقات اقتصادية وعسكرية وسياسية وثيقة بإيران، وأبقت دمشق وبغداد على علاقاتهما بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية حتى مع سحب دول عربية أخرى لسفرائها وإغلاق سفاراتها في سوريا.
وتعاونت بغداد ودمشق مع جماعات مسلحة شيعية مدعومة من إيران في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي تمدد من العراق إلى سوريا وسيطر في وقت ما على أكثر من ثلث مساحة البلدين.
وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية فرهاد علاء الدين، قبل الاجتماع، إن السوداني يعتزم تناول مكافحة تدفق المخدرات وخاصة حبوب الكبتاجون المشتقة من مادة الأمفيتامين وآفاق إعادة فتح خط أنابيب لتصدير النفط عبر البحر المتوسط، وهو ما قد يساعد العراق على تنويع مسارات صادراته.
تأتي زيارة السوداني في وقت تعيد دول أخرى من بينها السعودية بناء العلاقات مع دمشق بعد سنوات من التوتر.
وتم تعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية في 2011 بسبب قمع الأسد الوحشي للاحتجاجات ودعمت عدة دول خليجية المعارضة المسلحة لحكمه.
لكن الأسد استعاد السيطرة على معظم سوريا بدعم عسكري واقتصادي من روسيا وإيران، وعادت سوريا إلى جامعة الدول العربية في أيار/ مايو ، وتسعى دول بالمنطقة إلى الحوار مع الأسد لإنهاء تهريب المخدرات وإعادة ملايين اللاجئين.
ووافقت سوريا على المساعدة في وقف تهريب المخدرات عبر حدودها مع الأردن والعراق.
ووضعت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي مسؤولين سوريين كبارا وأقارب للأسد على قوائم عقوبات في الأشهر الأخيرة على خلفية علاقات مزعومة بتجارة المخدرات.
وتنفي الحكومة السورية تورطها في هذه التجارة.
رويترز