أكد المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، أنّ الخليجيين لم ينقطعوا عن المجيء إلى لبنان وأنّ أمنهم محفوظ "كاللبنانيين وأكثر"، مشددا على أن "جوازات السفر متوافرة، وبالتالي لا أزمة كما يشاع"، مشددًا على أن "الجريمة زادت مع وجود النازحين السوريين".
وبالنسبة إلى التحديات التي يواجهها في مركزه الحالي وعن الوضع الأمني، قال البيسري في حديث إلى "الراي" الكويتية: "الأمن مستتب، ونجحْنا كأجهزة أمنية وعسكرية في حفظ الأمن والإستقرار، رغم ما تعانية هذه الأجهزة كسائر المواطنين من أزمة مالية خانقة ومصاعب اقتصادية. الحال الأمنية في البلاد مستقرّة بشهادةِ الإحصاءات والواقع".
وعن مجيء الخليجيين إلى لبنان، قال: "لم ينقطع توافدهم، لكن السؤال يبقى حول نسبة الآتين، وهذا أمر يرتبط بالظروف السياسية وتأثيراتها، لكنهم يأتون وأمنهم محفوظٌ كاللبنانيين وأكثر".
وبالنسبة إلى ملف النزوح السوري، قال:"ثمة اهتمام دولي في قضية النازحين التي ترتبط بثلاثة عوامل: الدولة السورية والحال اللبنانية والإرادة الدولية، لذا، فإن الأمر يحتاج إلى توافق سياسي بين المرجعيات الثلاث من أجل التوصل إلى حلول في هذا الملف. إن تزويدنا بالداتا لقاء شروط يخضع لمناقشة وتفكير، ليس من الأمن العام إنما الأمر يتعلق بالحكومة صاحبة القرار السياسي، ونحن جهاز تنفيذي بيدها".
وأشار البيسري في حديثه عن قضية النازحين السوريين إلى أن "ثمة مفارقات كثيرة في الملف"، وقال: "لا شك في أن بعض النازحين يعانون مشكلات سياسية أو أمنية في سوريا وعلينا التزامًا بالقانون الدولي والمعايير الإنسانية عدم إعادتهم إلى سوريا، لكن المشكلة تكمن في النزوح الإقتصادي الذي تختبئ خلفه أعداد كبيرة ممن يأتون إلى لبنان للعمل ما يؤثر على مجمل الحركة الاقتصادية والتجارية في البلاد، وهي منافسة يدفع شعبنا ثمنها باهظًا".
وشدد على أنه "لا يمكن إغفال تأثير هذا الحجم من النازحين السوريين على الأمن، فنسبة الجريمة ارتفعت على نحو يُرْهِقُ القوى الأمنية ويستنزفها، بالإضافة إلى انه أصبحنا أمام جرائم غير معهودة في المجتمع اللبناني، ولم تكن موجودةً إلا في ما نَدَرَ، وصارت شائعة وهي ظواهر مُفْجِعة ناجمة عن ظروف لا يُحسد عليها النازحون الذين يعانون أوضاعًا مأسوية بعيدًا عن بلادهم وبيوتهم".
وفي ما يتعلق بمكافحة المخدرات، قال: "نولي المسألة أهمية قصوى، فسمعة بلادنا على المحك ومجتمعنا على المحك، لذا لن ندخر جهدًا من أجل كبح جماح هذه الآفة التي تشكّل عدوا لا هوادة في مقاومته"، لافتًا إلى أن "التعاون الأمني مع الكويت لا يقتصر على مكافحة المخدرات، بل هو تَعاوُن بكل معنى الكلمة وعلى غرار تنسيقنا مع جميع الدول".
وعن أزمة جوازات السفر، أكد البيسري أن "جوازات السفر متوافرة، وبَذَلْنا جهدًا كبيرًا من أجل تأمينها، وبالتالي، لا أزمة كما يشاع. أَوْقَفْنا العمل بالمنصة الإلكترونية لإراحة الأجواء والطمأنة، مع تأكيد أن هناك كميات كافية ولا نقصَ في جوازات السفر، ولكن التهافتَ استمر. وهنا أكرر أن لا أزمة جوازات بل أزمة تَهافُت، وهي متوافرة لدينا ونعطيها ولم ننقطع يومًا عن ذلك".