رأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قداسا في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
وبعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "رجاؤنا أن تستنير عقول السياسيين والمسؤولين لكي يدركوا معاناة المواطنين والظلم اللاحق بهم جراء إهمالهم وابتلاع حقوقهم وطمس حقيقة أكبر كارثة حلت بهم، فقضت على ما يزيد على المئتين من أبناء بيروت لم يكترث برحيلهم إلا ذووهم، وأصابت الآلاف في أجسادهم وممتلكاتهم وهم ما زالوا ينتظرون العدالة أولا، ومحاسبة الفاعلين، وهذا ما لم يحصلوا عليه بعد، كما لم يحصلوا على المساعدات الموعودة من أجل ترميم منازلهم، ما زاد شدة آلآمهم الجسدية والنفسية ألما ومرارة وخيبة. وما زال المسؤولون عن الكارثة يسرحون وربما يخططون لعمل وحشي آخر، وما زال الزعماء والمسؤولون عاجزين عن القيام بأية خطوة إنقاذية للبلد قد تفرج عن انتخاب رئيس يليه تشكيل حكومة تمنع تدخل السياسيين في عمل القضاء عله يفك أسر التحقيق ويطلق يد المحقق من أجل جلاء الحقيقة وإحقاق العدالة ومعاقبة المسؤولين عن تفجير بيروت وقهر أبنائها".
وسأل: "هل كان هذا التفجير قتلا لبيروت وأهلها أم إغتيالا للقضاء بغية نشر الفوضى والإطباق على البلد؟ وهل يعقل أن ينتظر ذوو الضحايا مع أهل بيروت وكل اللبنانيين ثلاث سنوات دون نتيجة؟ ثلاث سنوات من الألم والصبر والمطالبة ولم تنجل الحقيقة رغم بشاعة الإنفجار وجسامة نتائجه. هل هي لامبالاة أم استهانة بحياة بشر أحبوا لبنان ولم يهجروه سعيا وراء حياة كريمة، أم هو عجز أو طمس مقصود لحقيقة لا يريدون لها الظهور خوفا منها؟ وإلا لم عرقلة عمل المحقق؟ وإلى متى يفلت المجرمون من العقاب، كل المجرمين الذين اغتالوا بيروت، وكل الذين اغتالوا أشخاصا كل ذنبهم أنهم أرادوا التعبير عن آرائهم بحرية، وكل الذين أوصلوا هذا البلد الجميل إلى الإنهيار. كيف يفلت من العقاب القاتلون والمضاربون والمحتكرون ومغتصبو الأطفال والمتعدون على حياة الأبرياء برصاصهم الطائش؟".
واعتبر عودة ان "العدالة ضرورية لاستمرار الحياة بأمان والشعور بالمساواة بين المواطنين، وإعلان الحقيقة في مأساة بيروت واجب على القضاء، ومعاقبة الفاعلين ضرورية لتكون درسا لمن تسول له نفسه القيام بجريمة مماثلة".