في ظاهرة نادرة تتكرر كل 10 سنوات أو 20 سنة، تابع العالم ظهور "القمر الأزرق العملاق"، حيث تعد هذه الظاهرة ناجمة عن تحرُك القمر على مسافة متوسطة تبلغ 384400 كيلومتر من الأرض ووجوده على بعد نحو 363000 كيلومتر، وهي النقطة في مداره الإهليلجي الأقرب إلى الأرض.
وتعد الأقمار ذات اللون الأزرق نادرة الحدوث، وليس دائما تكون أقمار مكتملة، وتحدث عندما يحتوي الغلاف الجوي للأرض على جزيئات غبار أو دخان بحجم معين تقريباً 900 نانومتر أو أعرض قليلاً. وهذا الحجم من الجسيمات يكون فعال جدًا في تشتيت الضوء الأحمر الساقط.
ويتم اضاءة القمر من خلال هذه الجسيمات عندما تكون موجودة في الهواء، وقد يظهر القمر باللون الأزرق.
القمر الأزرق العملاق
ويتم تعريف القمر الأزرق العملاق عادةً على أنه البدر الثالث في موسم يتكون من أربعة أقمار كاملة، على الرغم من أن المصطلح يستخدم أحياناً أيضاً للإشارة إلى البدر الثاني في الشهر الواحد، وهذا ما شهده الشهر الحالي، بعد ظهوره أول مرة بداية شهر آب/ أغسطس.
وحسب ما أشار إليه الفلكيون، فإن آخر مرة ظهر فيها القمر الأزرق العملاق كان سنة 2021، فيما يتوقع أن يظهر مرة أخرى بعد 9 سنوات، أي سنة 2032.
ويشير مصطلح "القمر الأزرق العملاق" إلى ظهور قمر ثانٍ في الشهر نفسه، وتسمى فلكياً القمر الأزرق التقويمي، ثم اكتمال قمر رابع في موسم واحد وتسمى فلكياً القمر الأزرق الموسمي.
ويقصد بالموسم هنا الفترة ما بين الانقلابات والاعتدالات، على سبيل المثال، يبدأ فصل الصيف في 21 حزيران/ يونيو وتسمى هذه الظاهرة الانقلاب الصيفي، فيما ينتهي في 23 أيلول/سبتمبر، ويسمى الاعتدال الخريفي.
متى تحدث ظاهرة القمر الأزرق الفلكية؟
أوضح الخبير والمحلل التكنولوجي والإستاذ الجامعي الدكتور أنطوان طنّوس، في حديث لـ"وردنا"، أن "لا علاقة لهذه الظاهرة باللون"، مشيراً إلى أنها "تحصل عندما يصبح القمر في أقرب نقطة من الأرض، وعندها يكون البدر أكبر بنسبة تصل إلى 14%".
وكشف أن "هذه الظاهرة ستتكرر في شهر آب/ أغسطس من العام المقبل وفي شهر أيار/ مايو من العام 2026"، لافتاً إلى أن "القمر العملاق كان قد ظهر أيضاً في الأول من آب/ أغسطس الحالي أيضاً".
ويحدث البدر عندما يكون القمر على الجانب الآخر من الأرض من الشمس، وهو الوضع الذي يصل إليه كل 29.5 يوم تقريباً. ومن الناحية الفنية فإن خط طولها السماوي يبعد عن الشمس في السماء 180 درجة، ويميل مدار القمر بنحو خمس درجات عن مستوى مدار الأرض، لذلك على الرغم من أن القمر يكون خلف الأرض، فإنه لا يكون في ظل الأرض في كل مرة يقوم فيها بدورة حول الكوكب، وعندما يمر عبر ظل الأرض، نرى خسوفاً للقمر، لكن هذا لن يحدث هذه المرة.
ومن أجل رؤية القمر الأزرق العملاق، يعتمد ذلك على توقيت المرحلة القمرية على المنطقة الزمنية التي يتواجد بها الشخص، وذلك لأن هذا الأمر يعتمد على موقع القمر بالنسبة للأرض بدلاً من موقع الشخص على الأرض.
وفي الوقت نفسه، تشير ظاهرة القمر العملاق إلى الوقت الذي يتزامن فيه اكتمال القمر مع الحضيض، وهي النقطة في مدار القمر عندما يكون الأقرب إلى الأرض. وحينها يبدو القمر أكبر قليلاً من المعتاد، وبالتالي أكثر سطوعاً وأكثر إضاءة، على الرغم من أنه لا يمكن ملاحظته عادةً للمراقب العادي، ويجب ملاحظته بمعدات خاصة أكثر احترافية.
هل يمكن أن يحدث القمر الازرق الموسمي والشهري معاً
تعد رؤية كلا من القمر الازرق الموسمي والقمر الازرق الشهري في نفس السنة نادرة جدًا. ولكي يحدث هذا، فيجب أن يظهر 13 قمراً كاملاً بين الانقلابات المتتالية لشهر كانون الثاني/ ديسمبر من أجل القمر الأزرق الموسمي و13 قمر مكتمل في سنة تقويمية واحدة للقمر الأزرق الشهري منهما قمرين في الشهر نفسه.
سوف تحدث هذه الظاهرة في العام 2048، ويظهر القمر الأزرق الشهري في 31 كانون الثاني/ يناير، والقمر الأزرق الموسمي في 23 آب/ أغسطس. ثم تظهر بعد 19 عام في عام 2067.
هل يظهر القمر باللون الأزرق فعليا؟
كشف طنوس أن "القمر الأزرق مصطلح لا علاقة له باللون الفعلي للقمر، على الرغم من أن القمر بصريًا يظهر بمسحة مزرقة، وهو يحدث في ظل ظروف جوية معينة، على سبيل المثال، إذا أطلقت الانفجارات البركانية أو الحرائق جسيمات في الجو بالحجم المناسب لتفريق الضوء الأحمر بشكل تفضيلي".
وأضاف: "ففي عام 1883، كان ثوران بركان كراكاتوا المميت في إندونيسيا قد أدى إلى مقتل 36 ألف شخص، وانتشر ثاني أكسيد الكبريت والرماد في الهواء، مما جعل القمر يبدو أزرق اللون، حيث حجبت جزيئات الغبار البركاني الضوء الأحمر دون تصفية الألوان الأخرى".
مواقع التواصل الإجتماعي
وتعليقاً على الموضوع، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة عن ظاهرة القمر الأزرق العملاق، الأمر الذي أثار تفاعلا.