مقالات تكنولوجيا

آيفون يفاجئ مستخدميه بخدمة "الحالة النفسية": ما لون "مزاجك" لنلوّن حياتك

تسابق العلوم التكنولوجيا بما لا يترك مجالا للإنسان لالتقاط أنفاسه من وقع دهشة الابتكارات، ولن يكون آخرها تقديم تقرير مفصل من قبل الهاتف المحمول عن الصحة النفسية لمالكه. فلا تتوقف التطبيقات المبتكرة عند حدود تقديم عدد خطوات المشي خلال النهار، أو ضغط الدم، أو سرعة دقات القلب، والآتي أعظم. وبحسب تقرير أعده موقع "ذا كونفرذايشن"، بات بإمكان الآيفون الخاص تتبع الصحة النفسية باستخدام نظام التشغيل ( iOS 17) ، كيف ذلك؟

آيفون يفاجئ مستخدميه بخدمة

تتبع المزاج من خلال الهاتف ضمن اهتمامات شركة "آبل"

يوضح موقع "ذا كونفرذايشن" أنه عندما يتم إصدار آخر تحديثات برامج (Apple) هذا الشهر، سيتمكن المستخدمون من الوصول إلى ميزات الصحة النفسية والبدنية إضافة الى ما هو متوافر حاليًا في الهاتف الذكي. ومن خلال تطبيق (Apple Watch ) و( iOS) الصحي، تكون نجحت "آبل" في سعيها الطويل إلى تعزيز نفسها في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية، لتقدم الجديد إضافة الى تطبيقات تتبع معدل ضربات القلب والنوم والسعرات الحرارية واللياقة البدنية التي أصبحت عالمية في التكنولوجيا الذكية.

ميزة اختيار الحالة المزاجية على تلفونات آيفون

ويطلب متتبع الحالة المزاجية الجديد (يُطلق عليه اسم "الحالة الذهنية") من المستخدمين تقييم ما يشعرون به في لحظات عشوائية (من تلك غير السارة إلى الممتعة)، على مدار اليوم. وتوفر استبيانات الصحة النفسية للمستخدمين فحصًا أوليًا للاكتئاب، باستخدام أداة الفحص PHQ-9) (، وكذلك أداة فحص مدى القلق GAD-7) )، اللتين تنبهان إلى مستويات المخاطر وربطها بالمهنيين المرخصين في منطقتهم.

الذاكرة

وبذلك تقدم "آبل" تطبيقًا، يشبه عمل الذاكرة، بحسب التقرير إذ يمكنه جمع بيانات المستخدم من الصور والنصوص والموسيقى والألعاب وسجل التلفزيون ومستوى اللياقة البدنية وما إلى ذلك لمنح المستخدمين صورة شاملة يومية. وتتوقع الشركة أن يلقى التطبيق رواجا مماثلا لتطبيقات أخرى ابتكرتها. وهذا يعني أن شركة "آبل" في وضع نشط يمكن من خلاله التوصل إلى رؤى فريدة حول حياة المستخدم. وما يقترحونه في (iOS 17)، هو وضع مرآة لمستخدميهم، مما يسمح لهم برؤية حياتهم من خلال تفاعلاتهم مع التكنولوجيا.

تتبع الحالة النفسية

وتعلق كاتبة التقرير الباحثة جو أديتونجي: " باعتباري متخصصة في الفلسفة وعلم النفس، فإني متشوقة لمعرفة كيف تغير التكنولوجيا الطريقة التي يتعامل بها الناس مع صحتهم النفسية، ولكوني من أشد المعجبين بشركة "آبل"، أريد تجربة هذه الميزات الجديدة في أقرب وقت ممكن. لقد قمت بتنزيل البرنامج التجريبي العام في شهر تموز/يوليو وأريد مشاركة أفكاري حول كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا الجديدة".

بيانات الحالة المزاجية

توضح: "تطبيق الحالة النفسية سهل الاستخدام. لدى فتح تطبيق (Health) بعد التحديث إلى (iOS 17)، طُلب مني البدء في تتبع حالتي المزاجية. يمكنني اختيار تسجيل الحالة في وقت محدد (على سبيل المثال، كيف كان مزاجي عند الساعة 2:30 ظهرًا اليوم؟) أو تسجيل حالتي النفسية لهذا اليوم. والمقياس المعتمد للحالات تلك جذاب بصريًا. تتحول الشاشة إلى اللون الأزرق عندما أقوم بالتمرير إلى الخيارات "غير السارة" والبرتقالية عندما أقوم بالتمرير إلى الخيارات "الممتعة". وبعد الاستقرار على الحالة النفسية، يُطلب من المستخدمين تقديم بعض المعلومات".

رسم بياني يظهر تقلبات الحالة النفسية للمستخدم

تتابع: " أولاً، هناك قائمة محددة مسبقًا من المشاعر التي قد تصف الحالة النفسية للمستخدم (على سبيل المثال، "قلق"، "سعيد"، "متحمس")، ثم قائمة العوامل التي قد تسهم في تلك الحالة الذهنية (مثل "العمل"، "الأصدقاء"، "الأحداث الجارية"). هنا يمكن للمستخدمين كتابة شيء محدد سيتم تضمينه في السجل. وباستخدامه يوميًا، يمكن الوصول إلى تقويم الحالات النفسية اليومية ورسم بياني يصور دورة الحالات على مدار أسبوع أو شهر أو سنة معينة. سيؤدي النقر على أي نقطة بيانات إلى عرض تفاصيل ذلك اليوم وأي حالات مزاجية مؤقتة قام المستخدم بتسجيلها والسياق الذي قدمه".

دمج الانسان بالتقنيات

ولدى استخدام ميزات الصحة النفسية، يكون بذلك تحقق دمج البشر بالتكنولوجيا. وبدلاً من مجرد قياس اللياقة البدنية (تتبع التدريبات، وحساب السعرات الحرارية)، يمكن أن يسهم الـ ( iPhone) و (Apple Watch )بتقديم مقاييس شاملة للمستخدمين، ليس فقط من حيث اليوميات والنشاطات، وإنما لجهة الحالة النفسية. وفي نهاية المطاف، يصبح المستخدم نسخة "أبل" المثالية من نفسه. تعلق الكاتبة: "ظاهريًا، من المفيد أن أرى أنني غالبًا ما أقوم بتقييم الأيام بشكل أفضل عندما أكون نشطة وأنام بما يكفي (على الرغم من أن الأمر لا يتطلب الذكاء الاصطناعي لمعرفة ذلك). ومع ذلك، كباحثة، أعلم أن هناك حدًا لما يمكن أن تخبرنا به البيانات، بناءً على القياسات التي نستخدمها وتحيزاتنا كمترجمين فوريين".

تضيف: "وأتساءل كيف يفسر مستخدم أبل العادي هذه البيانات، وما إذا كان سيبدأ في تشكيل حياته للوصول إلى الرسوم البيانية التي تبدو مرغوبة".

وتلفت:" لا تحاول شركة (Apple) بيع البيانات الخاصة، إذ تنص سياسة الخصوصية على أن لا تشاركها مع طرف ثالث لأغراض التسويق. وإنما في الجانب الصحي، يمكن أن تستثمر البيانات بغرض تحسين الحالة النفسية للزبائن. وفي مقابلة مع مجلة "تايم"، يؤكد الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك أن "أكبر مساهمة تقدمها أبل للبشرية ستكون في تحسين صحة الناس ورفاهيتهم".

"فكر بشكل مختلف"

وفي إطلاق الحكم على شركة "آبل"، تبدي الكاتبة انحيازا مبررا للدور العلمي الضخم الذي تقوم به الشركة، ذلك أنها ليست رائدة في تطوير الحاسوب لخدمة المستخدم فحسب، وإنما معنية بأن تكون الفئة التي تختار المنتجات مميزة من حيث القدرات الذهنية والدور العلمي، لتقدم في نهاية المطاف خدمة الى زبائنها من خلال تحصينهم مزاجيا للارتقاء معا في العلوم والابتكار. تقول: "آبل هي شركة المثل العليا. وكان هذا هو الهدف وراء حملة "فكر بشكل مختلف".

خلفية الصورة بحسب المزاج

وحتى عندما تناقش الشركة التفاصيل الفنية لأداء الحاسوب، فإن استخدامها للمرئيات المبهرجة واللغة الغامضة يجعلان من الصعب تقييم منتجاتها بدقة مقارنة بالمنافسين. والرسالة واضحة: مستخدم "آبل" ليس مجرد شخص يمتلك قطعة من التكنولوجيا، ولكنه شخص رائع ومبدع ومتنوع ومتفرد. الآن يمكن أن حسن المزاج. وفي حين أن استراحة اليوغا لمدة خمس دقائق تسهم إلى حد كبير في تحسين الصحة النفسية، ليس من الواضح ما إذا كان (iOS 17 )هو الثورة الطبية التي تأمل شركة "آبل" أن تكون عليها.

يقرأون الآن