إقتصاد

سر صغير وراء نجاحه في تحويل الشركات الصغيرة إلى عملاقة

سر صغير وراء نجاحه في تحويل الشركات الصغيرة إلى عملاقة

ماسارو تانج - بلومبرغ

يقول ماسارو تانج، مؤسس شركة "شيفت" ورئيسها وكبير مديريها التنفيذيين، إنّ الاستراتيجية التي حولت شركته إلى أفضل الأسهم أداءً في اليابان قد تكون مفاجئة؛ فهو يشتري الشركات الأصغر، ويزيد أجور عمالها.

وتستحوذ "شيفت" (Shift)، وهي شركة اختبار برمجيات، على شركات أخرى بالقرب من الجزء الأدنى من سلسلة التوريد الصناعية، وترفع رواتب المهندسين فيها.

يؤكد تانج أنَّه قادر على القيام بذلك، مع أنَّه مايزال يفرض أسعاراً تنافسية عن طريق الاستغناء عن طبقات من الشركات التي تعمل كوسطاء في عملية الاستعانة بمصادر خارجية. كما يؤدي وجود المزيد من العمال إلى زيادة المبيعات.

استراتيجية الاندماج والاستحواذ

ارتفعت أسهم "شيفت" (Shift) بأكثر من 5,500% منذ طرحها للاكتتاب العام في 2014، وهو أفضل أداء لمؤشر بورصة طوكيو القياسي. ارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى أكثر من 2.3 مليار دولار، مما رفع قيمة حصة تانج البالغة 33% إلى حوالي 770 مليون دولار.

يوضح تانج، البالغ من العمر 46 عاماً، أنَّ نموذج عمله هو محاولة لإزالة أوجه القصور في صناعة البرمجيات في اليابان، إذ تقوم طبقات من المقاولين من الباطن بإجراء تخفيضات على الطلبات قبل تمرير العمل إلى شركة أخرى أدنى، مضيفاً أنَّه أيضاً خروج عن استراتيجية الاندماج والاستحواذ لشراء شركة، والتطلُّع إلى خفض التكاليف.

قال تانج، مؤسس شركة "شيفت" ورئيسها وكبير مديريها التنفيذيين، في مقابلة معه: "لديَّ رغبة قوية في إنقاذ هؤلاء الموظفين الشباب. أريد إنشاء بيئة عمل عادلة من خلال عمليات الاندماج والاستحواذ."

ونشأ تانج فيما يصفه بأنَّها عائلة عادية في هيروشيما في جنوب غرب اليابان، فقد كان والداه موظفين حكوميين. وأسس شركة "شيفت" في عام 2005 بعد تخصصه في الهندسة الميكانيكية، وقضى أكثر من خمس سنوات في العمل في شركة استشارية.

بدأ تانج في تقديم المشورة للشركات حول كيفية تحسين الأرباح في عام 2009، ودخلت شركته مجال اختبار البرمجيات.

قال تانج، إنَّه يريد تغيير تصور المهندسين بأنَّ اختبار البرمجيات ليس إلا وظيفة من الدرجة الثانية، وهذا يتضمَّن دفع المزيد من المال لهم.

فمثلاً، بالنسبة لخدمة كان سعر السوق فيها 2 مليون ين (18,280 دولاراً أمريكياً)، تتقاضى شركة "شيفت" 1.5 مليون ين. وسيمكِّنها هذا من كسب العملاء. وفي الوقت نفسه، سترفع المبلغ المدفوع للمهندس من 500 ألف ين إلى حوالي 800 ألف ين. قال تانج، إنَّ بإمكانها القيام بذلك عن طريق التخلص من الوسطاء.

نقطة تحول

استحوذت "شيفت" على شركة "يوسوك ساتو" في عام 2016. ومنذ ذلك الحين، يقول مطوِّر البرامج، إنَّ راتبه قفز بأكثر من 70%، فيما قال ساتو: "كان الانضمام إلى "شيفت" نقطة تحول كبيرة في مسيرتي المهنية".

يعمل في شركة "شيفت" 3308 مهندساً كموظفين دائمين بتاريخ نهاية فبراير، بزيادة أكثر من 14 ضعفاً عن 228 في نهاية نوفمبر 2015. واستحوذت الشركة على 14 شركة على الأقل خلال تلك الفترة.

تؤدي زيادة المهندسين مباشرة إلى نمو الإيرادات لأنَّها تمكِّن الشركة من القيام بمزيد من الأعمال، وفقاً لـ"غو سايتو"، المحلل في "كريدي سويس غروب" الذي بدأ في فبراير تغطية الأسهم ذات التصنيف المتفوق.

كتب سايتو في تقرير في ذلك الشهر: "يمكن الحصول على المبيعات بضرب عدد المهندسين وسعر الوحدة للمهندسين. لقد أنشأت الشركة بالفعل إطاراً لتطوير مهارات المهندسين، مما يمكِّنها من تنمية موارد بشرية عالية الجودة."

وارتفعت الإيرادات إلى 28.7 مليار ين في الاثني عشر شهراً المنتهية في أغسطس 2020، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المستوى الذي كانت عليه قبل ثلاث سنوات. وزادت الأرباح إلى 1.6 مليار ين مقارنة بـ208 مليون ين قبل ثلاث سنوات. وتتوقَّع "شيفت" أن تقفز المبيعات إلى مستوى قياسي يبلغ 45 مليار ين هذا العام المالي.

أجور منخفضة

يتقاضى مهندسو البرمجيات أجوراً منخفضة في اليابان مقارنة بالولايات المتحدة، وهناك نقص في عددهم، على حدِّ قول سايتو. الذي أضاف أنَّ هذا يمثِّل أحد أسباب نجاح نموذج "شيفت" الخاص باختبار البرمجيات بالاستعانة بمصادر خارجية.

قال تانج: "نحن الأكبر في اليابان في هذا المجال. وأرى أنَّ الإيرادات ستصل إلى 100 مليار ين"، في إشارة إلى هدف الشركة للسنة المالية المنتهية في أغسطس 2025.

لم تكن أسهم "شيفت" المرتفعة محصَّنة ضد التراجعات، فقد تراجعت بحوالي 19% من مستواها القياسي في أكتوبر، فقد باع المستثمرون أسهم التكنولوجيا عالية النمو حتى بعد الانخفاض، ويتمُّ تداول أسهم الشركة عند حوالي 90 ضعفاً من الأرباح المقدَّرة.

بالنسبة للمستثمر المخضرم ميتسوشيج أكينو، فقد يشهد السهم مزيداً من التقلُّبات في الأشهر المقبلة، وقد ينخفض في فترات الركود في السوق. وقال المسؤول التنفيذي الأول في شركة "إيتشيوشي لإدارة الأصول" (Ichiyoshi Asset Management) إنَّ: "الأساسيات قوية، وتحقِّق "شيفت" تقدُّماً في الرؤية التي وضعتها. لن يكون من الغريب رؤية المزيد من عمليات الشراء لهذه الأنواع من الأسهم إذا ركَّز المستثمرون مرة أخرى على أسهم النمو."

يقول سايتو من "كريدي سويس"، إنَّ الأساس يكمن فيما إذا كانت "شيفت" قادرة على الاستمرار في زيادة عدد المهندسين لديها. يبقى أن نرى إن كان ذلك سيحدث، لكن على الأقل لا يفتقر تانج إلى الثقة.

بلومبرغ الشرق

يقرأون الآن