في ظل الحديث عن اجتياح بري وشيك لقطاع غزة، أعلنت الأمم المتّحدة الجمعة أنّ أكثر من 423 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي عنيف منذ شنّت حركة حماس هجوماً مباغتاً ودموياً على جنوب إسرائيل السبت.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوشا" في بيان إنّ عدد النازحين في القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمة ارتفع بحلول مساء الخميس "بمقدار 84.444 شخصاً إضافياً ليصل إلى 423.378 نازحاً".
وقال أوشا في بيانه الجمعة إنّ "القصف الإسرائيلي العنيف، من الجوّ والبحر والبرّ، استمرّ بدون انقطاع تقريباً".
وأضاف "تمّ استهداف وتدمير العديد من المباني السكنية في مناطق مكتظة بالسكّان خلال الساعات الـ24 الماضية".
وبحسب البيان فإنّ أكثر من 270 ألف شخص، أي ثلثا النازحين، لجأوا إلى مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القطاع، في حين لجأ ما يقرب من 27 ألف شخص إلى مدارس تديرها السلطة الفلسطينية.
أما العدد المتبقّي من النازحين والذي يزيد عن 153 ألف شخص فقد وجدوا ملاذاً لدى أقارب وجيران لهم وداخل كنيسة وغيرها من المرافق في مدينة غزة.
تدمير 752 مبنى في قطاع غزة
ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة قولها إنّ القصف العنيف الذي تشنّه إسرائيل على القطاع تسبّب بتدمير 752 مبنى بين سكني وغير سكني تضمّ 2835 وحدة.
وأضاف أنّ 1800 وحدة سكنية أخرى أصيبت بأضرار لا يمكن إصلاحها وأصبحت غير صالحة للسكن.
كما أعربت الوكالة الأممية عن قلقها إزاء الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية المدنية في القطاع من جراء القصف الإسرائيلي.
استهداف 90 منشأة تعليمية
وبحسب البيان فقد أصاب القصف ما لا يقلّ عن 90 منشأة تعليمية، هي 20 مدرسة تابعة للأونروا و70 مدرسة تديرها السلطة الفلسطينية، ممّا أدّى لتضرّرها جزئياً، في حين دُمّرت إحدى المدارس بالكامل.
وقال أوشا "تمّ استهداف وتدمير 11 مسجداً، في حين تعرّضت سبع كنائس ومساجد لأضرار".
وأضاف أنّ القصف طال أيضاً العديد من مرافق المياه والصرف الصحّي، مشيراً إلى أنّه منذ بدأت الغارات الجوية على القطاع تضرّرت ستّة آبار مياه وثلاث محطّات ضخّ وخزان ومحطة تحلية تخدم أكثر من مليون ومئة ألف نسمة.
الصحة الفلسطينية
أشارت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في بيان اليوم، إلى أنّ "غزة تواجه كارثة إنسانية وصحية".
وقالت: "نجدد مناشداتنا العاجلة لكل دول العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية والصحية، بضرورة إدخال الدعم الصحي والفوري لمستشفيات قطاع غزة".