دولي

الزعماء العرب يحثون بلينكن على وقف إطلاق النار في غزة

الزعماء العرب يحثون بلينكن على وقف إطلاق النار في غزة

حث الزعماء العرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على العمل على وقف فوري لإطلاق النار في غزة بعد ساعات من إعلان الفلسطينيين أن غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 15 شخصا على الأقل في مدرسة تديرها الأمم المتحدة وتستخدم للإيواء.

وفي خلاف علني نادر، قال بلينكن بينما كان يقف في جوار نظيريه الأردني والمصري في مؤتمر صحافي إن وقف إطلاق النار لن يؤدي إلا إلى السماح لمسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإعادة تجميع صفوفهم.

ولم تتمكن القوى العالمية والقوى الأخرى في المنطقة من التوصل إلى أي توافق بشأن كيفية التعامل مع الصراع المتصاعد منذ اقتحام مسلحي حركة حماس التي تدير قطاع غزة بلدات إسرائيلية قبل أربعة أسابيع، مما أدى إلى مقتل 1400 شخص واحتجاز أكثر من 240 آخرين.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة في غزة أمس السبت إن إسرائيل بدأت قصف القطاع جوا منذ ذلك الحين وفرضت حصارا عليه وشنت هجوما بريا مما أثار قلقا عالميا بشأن الأوضاع الإنسانية في القطاع وأسفر عن مقتل أكثر من 9488 فلسطينيا.

والتقى بلينكن بوزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن في عمان. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في المؤتمر الصحافي بعد ذلك إنه يتعين الآن ضمان وقف هذه الحرب.

وقال بلينكن إن الجميع متفقون على ضرورة التوصل إلى السلام وإن الوضع الراهن في غزة لا يمكن أن يستمر، لكنه أقر بوجود خلافات بين واشنطن وحلفائها. واكتفت الولايات المتحدة بالدعوة إلى هدنات إنسانية للسماح بدخول المساعدات إلى غزة.

وقال بلينكن: "وقف إطلاق النار الآن سيبقي ببساطة حماس في أماكنها ويجعلها قادرة على إعادة تنظيم صفوفها وتكرار ما فعلته في السابع من تشرين الاول/أكتوبر".

وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها بلينكن للمنطقة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.

وحافظت واشنطن على دعمها القوي لإسرائيل لكنها بدأت أيضا في الدعوة إلى هدنة إنسانية مؤقتة للسماح بدخول المساعدات إلى غزة. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراحا من بلينكن بشأن هدنة إنسانية بعد يوم من الاجتماعات.

وردا على سؤال من الصحفيين عما إذا كان هناك أي تقدم محرز بشأن هدنة إنسانية في قطاع غزة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن "نعم".

قصف يستهدف فناء المدرسة

قال الجناح المسلح لحركة حماس إن أكثر من 60 رهينة اختطفوا خلال هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل باتوا في عداد المفقودين بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، مضيفا أن جثث 23 رهينة محاصرة تحت الأنقاض. ولم يتسن لرويترز التحقق على الفور من صحة البيان.

وقال شهود فلسطينيون إن إسرائيل استهدفت مدرسة الفاخورة في جباليا حيث يقيم آلاف النازحين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن نتائج التحقيق الأولي تشير إلى أن قواته لم تكن تستهدف المدرسة "لكن الانفجار ربما كان نتيجة نيران أطلقها الجيش صوب هدف آخر". وأضاف أن الواقعة "قيد المراجعة".

وأظهر مقطع مصور لرويترز لآثار القصف أثاثا محطما ومتعلقات أخرى ملقاة على الأرض وبقعا من الدماء وأشخاصا يبكون.

وقال فتى وهو يبكي في يأس في مقطع فيديو حصلت عليه رويترز "كنت أقف هنا حينما وقعت ثلاث ضربات، حملت جثة وأخرى قطعت رأسها بيديّ". وأضاف "حسبي الله ونعم الوكيل".

وعلى مقربة منه كان أحد السكان يهدئ من روع امرأة في حالة صدمة.

وتساءل أحد السكان غاضبا "امتى صارت الملاجئ تنقصف، يا عم والله حرام اللي بيصير".

وأكدت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قصف المدرسة التي تديرها الأمم المتحدة والواقعة في منطقة مدينة غزة.

وأضافت توما عبر الهاتف "استهدف قصف واحد على الأقل فناء في المدرسة كان فيه خيام للأسر النازحة. واستهدف قصف آخر داخل المدرسة حيث تخبز النساء الخبز".

وقالت وزارة الصحة في غزة إن ضربة صاروخية إسرائيلية أخرى نجم عنها مقتل امرأتين عند باب مستشفى النصر للأطفال. وذكرت الوزارة أن عدة أشخاص آخرين أصيبوا.

نزوح واشتباكات على الحدود

صدت الشرطة الإسرائيلية محتجين كانوا يتظاهرون أمام مقر إقامة نتنياهو اليوم وسط غضب شديد من الإخفاقات التي أدت إلى هجوم الشهر الماضي. وتزامن ذلك مع استطلاع للرأي أظهر أن 76 بالمئة من الإسرائيليين يرون ضرورة استقالة نتنياهو بينما قال 64 بالمئة إنه يجب إجراء انتخابات بعد الحرب مباشرة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مؤتمر صحافي إن القوات الإسرائيلية وجهت "ضربة قوية" لحماس بتدمير مراكز اتصالات ومخابئ وشبكات أنفاق تابعة لها خلال اليومين الماضيين، إلى جانب مقتل 12 من قادتها منذ بداية الحرب.

وأمرت إسرائيل الشهر الماضي جميع المدنيين بمغادرة الجزء الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، والتوجه إلى جنوب القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي السماح للفلسطينيين باستخدام الطريق الرئيسي في قطاع غزة، طريق صلاح الدين، لمدة ثلاث ساعات بعد ظهر اليوم السبت. وكتب الجيش في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية "إذا كنتم تهتمون بأنفسكم وبأحبائكم، فاتجهوا جنوبا وفقا لتعليماتنا".

وذكر عدد من السكان لرويترز أنهم خائفون للغاية من المرور عبر هذا الطريق. ونشر كثيرون تحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي من أن الدبابات الإسرائيلية متمركزة على الطريق.

وقال المبعوث الأميركي الخاص ديفيد ساترفيلد أثناء وجوده في عمان إن ما بين 800 ألف ومليون شخص اتجهوا بالفعل إلى جنوب قطاع غزة، بينما يظل ما بين 350 و400 ألف في مدينة غزة وضواحيها بشمال القطاع.

وفرضت إسرائيل حصارا شاملا على غزة وسمحت بدخول النزر اليسير من المساعدات من مصر قائلة إنها تخشى من سرقة حماس المساعدات. وذكر ساترفيلد أنه لا توجد حالات مسجلة لاستيلاء حماس على المساعدات.

وفيما يبدو أنه نذير باتساع هجومه البري، نشر الجيش الإسرائيلي مقطعا تظهر فيه جرافات مدرعة تزيل حطاما في مناطق في شمال غزة فيما وصفه بأنه "تعبيد طرق للقوات".

وقال الجيش إن وحدة دبابات وهندسة قتالية مشتركة نفذت "مداهمة دقيقة" في جنوب قطاع غزة "لرسم خريطة للمباني الموجودة وتحييد متفجرات".

رويترز

يقرأون الآن