لبنان

لماذا سحب حزب الله وحدة الرضوان من الجنوب وماذا نعرف عن هذه القوة؟

لماذا سحب حزب الله وحدة الرضوان من الجنوب وماذا نعرف عن هذه القوة؟

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن حزب الله بدأ سحب قوات النخبة لديه، المعروفة باسم "قوة الرضوان"، من المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل، وسط مخاوف من هجوم مفاجئ للجيش الإسرائيلي يؤدي إلى تنامي الصراع في المنطقة.

وتلقى الجيش الإسرائيلي معلومات استخباراتية تشير إلى أن قوات "الرضوان" انتقلت جزئيا من جنوب لبنان إلى شماله.

وحسب موقع "والا" الإسرائيلي، فإن ذلك يرجع في الغالب إلى "العدد الكبير من الضحايا الذين تكبدهم الحزب منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر"، عندما بدأ تبادل الهجمات مع إسرائيل عبر الحدود.

وخسر حزب الله ما لا يقل عن 123 من مقاتليه، في ضربات للجيش الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية، منذ بدء الهجمات.

وبحسب التقرير، أعاد حزب الله تمركز الآلاف من عناصره من مختلف الأفرع "بعيدا عن الأراضي الإسرائيلية"، ومن بينهم مقاتلو الرضوان.

وليس من الواضح ما إذا كان انسحاب القوات هذا تكتيكا مؤقتا أم دائما، حسبما قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون لـ"والا".

وتعتبر قيادة حزب الله قوة الرضوان رصيدا استراتيجيا ثمينا، وحسب تقارير صحفية يتلقى مقاتلوها تدريبات داخل وخارج لبنان.

ماذا تعرفون عن وحدة الرضوان؟

وقوة الرضوان هي جزء من القوات الخاصة لحزب الله الذين يمتازون بقدرات وكفاءات عالية في الرماية، ويعتقد بعض المحللين ان حزب الله ينزل هؤلاء العناصر الى القتال فقط في اوضاع خاصة.

ونظرا الى الطبيعة السرية للنشاطات العسكرية والامنية لحزب الله فلا تتوفر معلومات كثيرة عن هذه المجموعة وان ما يطرح هو مجرد تكهنات اعلامية لكن حسب الأنباء والمعطيات فإن هذه العناصر التي ترتدي البزة السوداء هي قوات الرد السريع الخاصة التي خضعت للكثير من التدريبات ولديها كفاءة عالية جدا لأنها تتدرب منذ أمد بعيد حسب الاوضاع الصعبة الجارية في المنطقة وفي داخل لبنان.

وتقول مصادر مقربة من حزب الله ان هذه الوحدة لديه رقم عسكري يشخص هويتها في التشكيلة الهرمية لحزب الله، ولقد تشكلت هذه الوحدة قبل فترة من بين القوات الخاصة لحزب الله وهي من اهم الوحدات وافضلها تدريبا وصممت من اجل خوض القتال في اوضاع وساحات معارك خاصة، وتكلف هذه الوحدة بمهام يعجز الآخرون عن ادائها، وقد تشكلت وحدة الرضوان بعد مقتل عماد مغنية (الحاج رضوان) الذي كان المسؤول عن العمليات الهجومية لحزب الله لبنان الى جانب وحدات القوات الخاصة ووحدة الرد السريع.

ان وحدة الرضوان هي احدى نتائج افكار الحاج عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله.

وتقول بعض المصادر الاعلامية ان القائد العسكري لهذه الوحدة الخاصة في حزب الله هو ابو علي الطبطبائي الذي تسعى اسرائيل لاغتياله، وقد شن الجيش الاسرائيلي عملية فاشلة لاغتيال هذا القائد العسكري لحزب الله في شتاء عام 2014 حينما استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية سيارتين تابعتين لحزب الله في منطقة القنيطرة السورية.

ويتطلب الانضمام الى الوحدات الخاصة لحزب الله اجتياز مراحل صعبة جدا جعلت عناصر هذه الوحدة القوات الاكثر جدارة وجهوزية في حزب الله، فالمراحل المعقدة لإنتقاء هذه العناصر من جهة التأكد من صلاحيتهم الاخلاقية هي من ابسط القضايا لجذب العناصر الجديدة لوحدة الرضوان، وبعد اجتياز العناصر الجديدة لهذه المرحلة يبدأون التدريبات والتمارين العسكرية والبدنية ليتم معرفة قدرتهم على التحمل والصمود في الاوضاع الصعبة وهذه المرحلة هي مدة زمنية طويلة تشمل الدراسة النظرية والعملية وان النجاح في كل هذه المراحل هي من ابسط الشروط للانتماء الى وحدة الرضوان.

وبعد اجتياز المقاتل لكافة المراحل الصعبة لانتخاب العناصر ينضم هذا المقاتل الى وحدة حزب لله الخاصة ويخضع لتدريبات عسكرية ونظرية للتواجد في مختلف الاوضاع العملياتية وهكذا تتحول هذه العناصر الى اشخاص يمتلكون ارادة وايمان قويين ويستخدمون للقيام بعمليات معقدة وصعبة. ويعتبر الانضباط والنظم احد اهم خصائص هذه الوحدة فهؤلاء يدركون جيدا نحو من يصوبون اسلحتهم ومن هو عدوهم الحقيقي.

ويجتاز هؤلاء العديد من الدورات التخصصية والدورات المختلفة للعلوم العسكرية من الناحيتين العلمية والعملية في داخل وخارج لبنان ويتعلمون الاساليب الفريدة للقتال بمختلف انواعها، وتؤكد المصادر المطلعة ان اكثر هذه الفنون القتالية هي اساليب مبتكرة وليست تقليدا للفنون الموجودة في العلوم العسكرية وهي تلائم البنى التحتية لحزب الله والتوجهات العقائدية لعناصره بالكامل، فهؤلاء يتعلمون كيفية استخدام مختلف انواع الاسلحة لكي يستخدموا عند اللزوم حتى الاسلحة الغريبة التي لايمتلكها حزب الله.

وقد اشار موقع واللا الإسرائيلي المقرب من الدوائر الامنية في اسرائيل في تقرير له الى قدرات حزب الله لبنان والى خصوصيات هذه الوحدة الخاصة لحزب الله قائلا ان وحدة رضوان قادرة على ادخال عدد كبير من قواتها الى داخل المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود وتنفيذ عمليات هجومية في هذه المناطق من ثم العودة بسلام الى الاراضي اللبنانية.

كما تقول مجلة ايكونوميست البريطانية فيما يخص القدرات والمؤهلات الفردية لعناصر وحدة رضوان كقوات خاصة لحزب الله "ان هؤلاء الاشخاص قادرون على الدخول في القتال في الجبال والتلال وعلى مساحات شاسعة والتقدم بسرعة قل نظيرها وهم على درجة عالية من الاحتراف ويتمتعون بقدرة عالية على تحمل الاوضاع الصعبة المختلفة اثناء العمليات.

يقرأون الآن