وأزمات لبنان متداخلة ومعقدة وتطلب تحركاً فورياً وحاسماً بمسؤولية عالية، للتخفيف من تداعياتها على كل المستويات سياسياً وتربوياً وإنسانياً واجتماعياً.
وأركان السلطة منقسمون حول كثير من الخيارات السياسية الكبرى في المنطقة ولبنان، ومتفاهمون في الوقت عينه على استمرار العقد القائم بينهم، كأهل سلطة، في معظم القضايا الداخلية.
وفي طليعة القضايا المتنازع عليها، مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، والعراقيل التي تقف في طريق اكتمالها، حيث لاتزال القطيعة سيدة الموقف، ولا مؤشرات حتى اللحظة على تدخل أحد كوساطة لحلها.
وساهم الفيديو المسرب الذي يتهم فيه الرئيس عون الرئيس سعد الحريري بالكذب، بتعميق الخلاف أكثر، فدوائر القصر الجمهوري تؤكد أنّ هذا الفيديو غير مسرّب قصداً بل هو مجرد خطأ تقني، وأنّ عون ينتظر ردّ الحريري على عقدة وزارتي العدل والداخلية والتفاهم على اسم وزير الداخلية.
في حين تدحض مصادر المستقبل كلّ هذا الكلام، معتبرةّ أنّ الحديث الذي يُسوّقه عون وفريقه ورئيس التيار الوطني الحر عن تجاوز حقوق المسيحيين وموقع رئاسة الجمهورية هو من باب الالتفاف على الدستور، وإثارة مشاعر طائفية ومذهبية لتبرير عرقلة تأليف حكومة لا تكون مثلما يريدها عون.