دولي

طالبان تحاول "تلميع صورتها" بالتزامن مع مكاسبها العسكرية

طالبان تحاول

يتدهور الوضع سريعا في أفغانستان مع اقتراب القوات الأجنبية من إتمام عملية الانسحاب، بعد حرب استمرت 20 عاما في البلاد، وتعثر محادثات السلام، فيما تحاول حركة طالبان تلميع صورتها في الأراضي التي سيطرت عليها في شمال البلاد.

فقد حقق المتمردون مكاسب عسكرية وإقليمية كبيرة منذ أن بدأت القوات الأميركية انسحابها النهائي، ويقول قادتهم إنهم يريدون إعادة تحويل أفغانستان إلى إمارة إسلامية تحت حكم الشريعة.

والاثنين الماضي، قالت إدارة حرس الحدود في طاجيكستان إن أكثر من ألف من أفراد الأمن الأفغان لاذوا بالفرار عبر الحدود إلى طاجيكستان بعد تقدم حركة طالبان في شمال أفغانستان بينما أسر المتشددون عشرات آخرين.

تقول صحيفة نيويورك تايمز إنه عندما سيطرت طالبان على منطقة إمام صاحب (شمالا) في يونيو/حزيران الماضي، خطب قائد المتمردين الذي يحكم المنطقة الآن السكان، بمن فيهم بعض موظفي الحكومة، قائلا لهم: "استمروا في العمل، وافتحوا متاجركم وحافظوا على نظافة المدينة".

وفي المدينة "أعيد تشغيل المياه، وأصلحت شبكة الكهرباء، وجمعت شاحنات القمامة، وأُصلح إطار سيارة حكومية مثقوب، وكان كل ذلك تحت إشراف طالبان".

وتعد إمام صاحب واحدة من عشرات المناطق التي تقدمت نحوها حركة طالبان في هجوم عسكري استولت بموجبه بسرعة على أكثر من ربع مناطق أفغانستان، العديد منها في الشمال، منذ بدء الانسحاب الأميركي في مايو/أيار.

وترى نيويورك تايمز أن الأسلوب الذي تتبعه طالبان في إدارة المناطق التي يسيطرون عليها "جزء من استراتيجية الحركة الأوسع نطاقا لمحاولة إعادة تصنيف أنفسهم على أنهم حكام مؤهلون بينما هم يشنون هجومًا قاسًيا للاستيلاء على الأراضي في جميع أنحاء البلاد".

وأضافت "هذا المزيج هو إشارة صارخة إلى أن حركة طالبان تعتزم بشكل كامل الهيمنة الشاملة على أفغانستان بمجرد انتهاء الانسحاب الأميركي".

وفي بث إذاعي حديث لمقاتلي طالبان، قال سراج الدين حقاني، نائب زعيم طالبان ورئيس الجناح الأكثر عنفًا في الحركة: "هذا الوضع يمثل فترة اختبار لنا. كل شيء تتم مراقبته. تصرفوا بطريقة جيدة مع عامة الناس."

لكن على الأرض، لا تشير الدلائل إلى أن طالبان مؤهلة للحكم، فهي، بحسب نيويورك تايمز، مستمرة في اغتيال موظفي الحكومة وقادة المجتمع المدني وقوات الأمن، ولا تبذل جهدا كافيا في محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية، على الرغم من الالتزامات التي تم التعهد بها للولايات المتحدة.

وفي المناطق التي سيطرت عليها طالبات، تُجبر النساء على ترك وظائفهن التي يواجهن فيها الجمهور، وتخرج الفتيات من المدارس، مما يقوض الكثير من المكاسب التي تحققت خلال العشرين عامًا الماضية.

وبالنسبة للكثير من الأفغان، كانت مكاسب طالبان الأخيرة سببا للذعر، حسبما تقول نيويورك تايمز التي أضافت "هناك خوف واسع النطاق من أن الأسوأ قادم، حيث أن طالبان تحاصر بالفعل العديد من عواصم المقاطعات المهمة".

وفي المقابل، بدأت مجموعات في تأسيس ميليشيات للدفاع عن أراضيها، مشككة في قدرة قوات الأمن الأفغانية على الصمود في غياب الدعم الأميركي، الأمر الذي قد يعيد البلاد للحرب الأهلية المدمرة في التسعينات.

وكان الجيش الأميركي أعلن، الثلاثاء، أنّه أنجز "أكثر من 90 في المئة" من انسحابه العسكري من أفغانستان.

وفي أبريل/نيسان أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عزمه على إنجاز هذا الانسحاب بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/ايلول.

الحرة

يقرأون الآن