لبنان

حملة ديبلوماسية متجددة لتبريد الجبهة الجنوبية

حملة ديبلوماسية متجددة لتبريد الجبهة الجنوبية

مع ان معالم المحاولة المتقدمة الجارية لاحلال هدنة جديدة او طلائع تسوية لوقف اطلاق النار في غزة لا تزال تشوبها غيوم الشكوك والغموض في امكان نجاحها، فان مناخات ديبلوماسية دولية وتحديدا غربية وعربية تتعامل مع هذه المحاولة بامال عريضة في وجود نافذة تتيح التوصل اليها في وقت غير بعيد. تبعا لذلك، ومن منطلق هذه المناخات التي تتعاطى براغماتية مع الواقع الميداني في جنوب لبنان حيث ربط حزب الله، ولا يزال يكرر يوميا معادلة الربط هذه ، الوضع على الجبهة الجنوبية بمجريات الحرب في غزة ، لم يعد خافيا ان ثمة رياح هبة ديبلوماسية جديدة كثيفة تهب على لبنان بدأت مع عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين ومرت بوزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون قبل يومين وستستكمل مع وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الثلثاء، ولعل التطور البارز أيضا قد يكون في زيارة أخرى وشيكة للموفد الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الذي سيعود مطلع الأسبوع الى تل ابيب وربما بعدها الى بيروت. ومعلوم ان وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه سيصل الى بيروت يوم الثلثاء المقبل ضمن جولته الأولى على المنطقة بعد تعيينه وزيرا للخارجيّة في حكومة غبريال آتال وستشمل جولته مصر والاردن واسرائيل ورام الله وفق ما ورد في "النهار".

ووفق مجمل المعطيات الجدية الثابتة فان زيارات وزراء الخارجية والموفدين الغربيين لا تختلف عن بعضها البعض في أي امر جوهري حيال لبنان اذ يشكل وقف المواجهات الميدانية بين اسرائيل وحزب الله على قاعدة الناظم الاممي المتمثل في القرار الدولي 1701 مطلبا دوليا لا تعارض حياله بين أي من المجموعات الدولية حتى تلك المتعارضة في ما بينها حيال الحرب في غزة والوضع في الشرق الأوسط. ومع ان مطلب انسحاب حزب الله الى شمال الليطاني يبقى النقطة الأساسية في أي طرح لاعادة الأمور الى ما قبل الثامن من تشرين الأول الماضي ، تاريخ بدء المواجهات الميدانية عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية غداة عملية طوفان الأقصى في غلاف غزة ، فان المعطيات المتوافرة عن الهبة الديبلوماسية الراهنة تشير إلى إندفاع الدول التي تتحرك على خطي وقف حرب غزة ووقف المواجهات على الجبهة الجنوبية في لبنان لتوظيف عناصر جديدة حفزتها على التحرك في سباق مع الوقت، اذ ان ميزان الاحتمالات يبدو متوازنا بين السلبي والإيجابي لاحلال هدنة في غزة تتيح في الوقت نفسه الضغط بقوة لوقف المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ولذا تسود انطباعات متجددة في الامال بإمكان ترك الديبلوماسية تلعب دورا فعالا وواسعا حيال الفترة القصيرة الطالعة باعتبارها فترة حاسمة تقاس بالأيام القليلة لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتاليا تبين المسارات الجديدة التي ستتجه اليها الأوضاع ومن بينها في لبنان.

وكان الناطق باسم الخارجية الفرنسية في عرضه امس عن جولة وزير الخارجية الفرنسي في المنطقة اعرب عن قلقه بشان الوضع على الحدود بين اسرائيل ولبنان. وأشار الى ان الوزير سيشدد خلال جولته مع محاوريه على الحاجة الى ايجاد حل ديبلوماسي بين لبنان واسرائيل. وحذر مرة اخرى جميع المراهنين على تصعيد التوترات في المنطقة. . وقال كما تعلمون تشعر فرنسا بقلق بالغ ازاء الوضع على الحدود بين لبنان واسرائيل، ونحن ما زلنا ناشطين وسنستمر حتى لا يزداد الوضع سوءا بالنسبة لنا ان الاستقرار الاقليمي هو جزء مهمة من المعادلة،ولا يمكن التوصل الى حل سياسي مستدام اذا لم يكن هناك استقرار اقليمي.

وقال: خلال زيارته لبنان سيؤكد الوزير ضرورة ايجاد حل ديبلوماسي بين لبنان واسرائيل وسيعبر عن رسالة تدعو الى ضبط النفس لجميع الاطراف لانه من المهم تجنب اي موقف تصعيدي في المنطقة وخاصة في لبنان. وتابع لقد اتيحت الفرصة بالفعل لرئيس الجمهورية للاعراب عن ذلك في اوقات سابقة وسيتم التذكير بهذه الرسالة”. واكد الالتزام بالمحافظة على امن القوات الدولية اليونيفيل لضمان ان تتمكن من ممارسة دورها بالكامل، واضاف ما زلنا نعمل على اساس تطبيق القرار الدولي ١٧٠١ لتحقيق السلام والامن في هذه المنطقة، وستشكل هذه النقاط الرسالة التي سيوجهها الوزير الى السلطات اللبنانية خلال زيارته الى بيروت. واوضح ان الوزيرلن يقابل مسؤولين من حزب الله موضحا ان الحزب على علم بمواقفنا.”

ولكن إسرائيل قابلت هذه المناخات بالمضي في تهديداتها بحسب "النهار"، اذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إنّ إسرائيل لن توقف إطلاق النار مع حزب الله عند الجبهة الشمالية حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في غزة. وأضاف خلال جولة على الحدود اللبنانية في جبل الشيخ: إذا كان حزب الله يعتقد أنّه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة فإننا سنوقف إطلاق النار على لبنان، فهو مخطئ جداً . طالما أننا لم نصل إلى وضع يمكن فيه عودة سكان الشمال بأمان، فلن نتوقف. عندما نصل إلى ذلك، سواء من خلال التسوية أو عسكرياً، سنكون قادرين على التحلي بالهدوء.

يقرأون الآن