تحت عنوان "الإقلاع الكهرومغناطيسي.. حاملة طائرات صينية بقدرات خارقة"، نشر موقع سكاي نيوز عربية خبرًا، اشار فيه إلى أن هناك العديد من المعلومات لا تزال غير معروفة عن حاملة الطائرات الصينية الجديدة "تايب 003"، بينما تطرح المقارنات المبدئية بينها وبين الطرازات الأميركية نفسها في مختلف التفاصيل المعلنة عن حجم وقوة الحاملة الصينية الثالثة، التي تأتي ترجمة لاستراتيجية طموحة تتبناها بكين لتطوير قواتها، وتعزيز الأسطول البحري المتطور تكنولوجيا.
في شهر يوليو/تموز من عام 2019 أعلنت الصين عن استراتيجيتها للدفاع الوطني الهادفة لتعزيز قواتها العسكرية وبناء جيش حديث ومتطور من الناحية التكنولوجية، وبالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
وبينما تولي الاستراتيجية اهتماما بتعزيز القدرات البحرية، وبعد أن نجحت بكين في بناء أول حاملة طائرات من التصنيع المحلي، والتي دخلت الخدمة في 2019، تخطط الصين لامتلاك 6 حاملات طائرات بحلول عام 2035.
وتعمل في الخدمة حاليا ضمن القوات البحرية الصينية، حاملتا طائرات من النوع متوسط الحجم (لياونينغ التي دخلت الخدمة في 2012، وشاندونغ التي دخلت الخدمة في 2019).
مواصفات Type-003
وتعمل الصين على بناء حاملة الطائرات الجديدة (الثالثة في البحرية الصينية، والثانية من تصنيع محلي بالكامل)، وذلك في مدينة شنغهاي (عاصمة البلاد الاقتصادية)، ضمن أولويات بكين لإطلاق حاملات الطائرات لتعزيز القدرات البحرية، اتساقا مع نهج القوى العظمى حول العالم وفي مواجهة التهديدات المختلفة.
وفيما يثار غموض حول "حاملة الطائرات الصينية الجديدة" ومواصفاتها، نشر موقع navalnews المتخصص في الشؤون العسكرية تقريرا مستندا إلى البيانات التي يظهرها القمر الاصطناعي Shadowbreak Inti التابع لشركة Kompsat، تحدث عن المواصفات الأولية لحاملة الطائرات الصينية الجديدة، رغم التكتم الصيني على المعلومات الرسمية حتى الآن.
وطبقا للبيانات التي تم رصدها، فإن طول حاملة الطائرات الصينية الثالثة (المرتقبة) يصل إلى 320 مترا (أكبر بخمسة أمتار فقط من حاملة الطائرات الصينية الثانية شاندونغ، لكنها في الوقت نفسه أقصر من حاملة الطائرات الأميركية الشهيرة من طراز فورد بـ 13 مترا فقط).
ويصل عرضها إلى نحو 73 مترا (مساو تقريبا لعرض حاملة الطائرات شاندونغ المصنعة في الصين والتي يصل عرضها إلى 75 مترا).
الميزة الأهم التي سلط التقرير الضوء عليها مرتبطة بنظام إطلاق الطائرات "المختلف عن الحاملتين السابقتين"، إذ تعتمد حاملة الطائرات الثالثة Type-003 على الإقلاع الكهرومغناطيسي، عبر 3 منصات، على خطى حاملة الطائرات الأميركية من طراز فورد، بدلا من المنجنيق البخاري، مما يؤدي إلى معدل إطلاق أسرع، وسط توقعات بأن تواجه بكين مشاكل مرتبطة بذلك النمط، واجهتها سابقا الولايات المتحدة.
وتمتلك Type-003 مصعدين للطائرات على الجهة اليمنى من سطحها، وتتفوق "فورد" بثلاثة مصاعد في المؤخرة.
الطراز الجديد لحاملات الطائرات الصينية، وصفه التقرير بأنه "قريب جدا -من حيث الحجم- من حاملات البحرية الأميركية"، لافتا إلى أنه "يمكن وصف الطراز الجديد بأنه ناقل فائق".
وذكر التقرير أن حاملة الطائرات الثالثة Type-003 ستكون حاملة كبيرة جدا، ولكن قد تتأخر قليلا بسبب بعض خيارات التصميم، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بكين تكتسب الخبرة المرتبطة ببناء حاملات الطائرة بسرعة كبيرة، وتستثمر بشكل جيد في إنجاحها.
الحاملة "لياونينغ"
"لياونينغ" هي حاملة الطائرات الأولى في الصين، ودخلت الخدمة عام 2012، وتم بناؤها على أساس الطراد السوفيتي (فارياغ) الذي اشترته بكين من أوكرانيا في العام 1998.
وتبلغ حمولة حاملة الطائرات التي تم بناؤها على هيكل سوفيتي سابق، ما يصل إلى 57 ألف طن، والإزاحة الكاملة 67 ألف طن، ويمكنها أن تقل 50 طائرة.
وتستخدم "لياونينغ" في البحوث العلمية والتدريبات العسكرية، كما تسهم في تنفيذ استراتيجية التنمية في بكين.
وتمتلك حاملة الطائرات قوة نارية فائقة، كما يمكنها أن تعمل دون الحاجة لسفن داعمة أخرى، وهي مسلحة بصواريخ مضادة للسفن إضافة إلى صواريخ مجنحة.
الحاملة "شاندونغ"
أما حاملة الطائرات الثانية التابعة للقوات البحرية الصينية، فهي "شاندونغ"، التي دخلت الخدمة في ديسمبر 2019 وتم تصنيعها في أبريل 2017 بمؤسسة تصنيع السفن الصينية في داليان (شمال شرقي الصين)، ويبلغ طولها 315 مترا، ووزنها حوالي 50 ألف طن، كما يصل عرضها إلى 75 مترا، وإجمالي إزاحتها 47000 طن، بمدرج مائل بـ 12 درجة، ويمكن أن تحمل 44 طائرة.
القوات البحرية
ورغم ما يبدو من تفوق حاملة الطائرات الأميركية من طراز "فورد"، وتفوق الولايات المتحدة من حيث امتلاك العدد الأكبر من حاملات الطائرات حول العالم (10 حاملات بحسب بيانات موقع غلوبال فاير باور)، فإن محللين يتحدثون في الوقت ذاته عن تقدم وتفوق ملحوظ للقوات البحرية الصينية عموما، على حساب الولايات المتحدة.
وتعليقا على تنامي القدرات البحرية الصينية، قال المسؤول السابق في البنتاغون الأميركي مايكل روبن، في تصريح خاص لموقع "سكاي نيوز عربية": "إن القوات البحرية الصينية تزداد قوة كل يوم، في حين أن البحرية الأميركية تتراجع من حيث المعدات والجاهزية"، مبرزا بذلك التقدم الصيني المتنامي في سياق القدرات البحرية بشكل خاص، والقدرات العسكرية عموما.
ويعتقد روبن في الوقت نفسه بأن "الصين أكثر قدرة الآن مما كانت عليه من قبل"، وذلك في سياق سعي بكين لمزاحمة الولايات المتحدة ومنافستها عسكريا.
لكنه يتحدث في الوقت نفسه عن أن المسألة "ليست مرتبطة بالمعدات فقط، فالمعدات هي أمور لوجستية"، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي لم تنجح فيه الصين قبل عقد من الزمن بإجلاء مواطنيها من ليبيا عندما اشتعلت الأزمة هناك، راحت بعدها تستثمر في قاعدة عسكرية في جيبوتي، مما يعني أن بكين أكثر قدرة الآن مما كانت عليه من ذي قبل".
لكن في سياق آخر ومع حديثه عن تقدم عسكري صيني بشكل خاص فيما يتصل بالقوات البحرية، يستطرد المسؤول السابق بالبنتاغون، في معرض تصريحاته قائلا: "لكن ما هو غير واضح، هو ما إذا كان الشعب الصيني سيقبل القتال المستمر أم لا. تتمثل تركة سياسة الطفل الواحد في الصين في أن معظم العائلات لديها طفل واحد فقط لرعايتها في سن الشيخوخة، فهل هذه العائلات مستعدة لخسارة أبنائها في حرب ستكون دموية للغاية وذات خسائر فادحة بالنسبة للصينيين، سواء كان النصر أو الخسارة حليفهم؟".
ويتفق مع روبن في هذا الإطار الباحث بمؤسسة أميركا الجديدة، باراك بارفي، والذي يقول في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إنه أمام هذه الاستراتيجية الصينية العسكرية فإن الولايات المتحدة "تشعر بتهديد حقيقي في هذا الاتجاه".
ويشير بموازاة ذلك إلى أن "الولايات المتحدة ترى في الصين تهديدا متصاعدا، وبشكل خاص لجهة تفوق بكين التي تمتلك عددا من القطع البحرية أكثر من القطع البحرية التي تمتلكها واشنطن، علاوة على تقدم الصين في صناعة السفن بشكل كبير جدا".
ويمتلك الجيش الأميركي 490 قطعة بحرية منوعة، وتتفوق الصين في العدد الإجمالي للقطع البحرية بواقع 777 قطعة.
ويوضح بارفي أن هذا التفوق البحري الصيني من شأنه إثارة القلق في الولايات المتحدة، في ظل المنافسة القائمة بين البلدين، والصراع بينهما، مشددا على أن واشنطن تنظر إلى بكين باعتبارها أخطر من التهديد الروسي لأميركا، وهو ما ظهر بوضوح في الدليل الاستراتيجي المؤقت للأمن القومي الأميركي المعلن في شهر مارس الماضي، وبخاصة في ظل قوة الاقتصاد الصيني والعوامل المختلفة التي تمتلكها بكين.
ويلفت الباحث بمؤسسة أميركا الجديدة إلى أن من عوامل القلق الأميركي تصاعد القوة العسكرية الصينية، بالنظر إلى أن بكين تتبنى استراتيجية لتنمية وتطوير القدرات العسكرية بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، وتحظى القوات البحرية بجانب كبير من تلك الخطة، ما ينذر بتصاعد القوة الصينية في ذلك الصدد.
الجيش الصيني
والجيش الصيني المصنف الثالث على العالم بعد كل من الولايات المتحدة وروسيا، يصل قوامه إلى أكثر من 2.6 مليون جندي (2.1 مليون في الخدمة و510 ألف احتياطي).
وتقدر ميزانيته بحوالي أكثر من 178 مليار دولار، طبقا للبيانات التي يظهرها موقع "غلوبال فاير باور" المتخصص في الشؤون العسكرية.
ويمتلك الجيش الصيني 3260 طائرة (1200 طائرة حربية، و371 طائرة هجومية، و264 طائرة شحن عسكري، و405 طائرات تدريب، و115 طائرة مهام خاصة، و902 مروحية عسكرية، منها 327 هجومية، إضافة إلى ثلاث ناقلات).
بينما على صعيد سلاح الدبابات، يمتلك الجيش الصيني 3205 دبابة، و35 ألف مدرعة، و1970 مدفعا ذاتي الحركة، و1234 مدفعا ميدانيا، و2250 راجمة صواريخ، كما لديه 777 قطعة بحرية، منها حاملتي طائرات في الخدمة.
سكاي نيوز