لا شك أن الجروح الملتهبة ليست أمراً جيداً. كما أن تكاثر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والذي قد يحدث بسبب الإفراط في استخدام الأدوية ليس أمراً جيداً أيضاً.
وهنا يأتي دور نوع جديد من الضمادات القطنية، الذي يمكن أن يساعد في قتل الميكروبات دون اللجوء للمضادات الحيوية.
فبحسب ما نقل موقع New Atlas عن دورية Pharmaceutics، تحتوي الضمادة، التي طورها الباحث محسن عليشاهي وزملاؤه في جامعة كورنيل، على مركب عضوي يسمى لوسون، المعروف أيضاً باسم حمض الهينوتانيك.
وتتواجد هذه المادة بشكل طبيعي في أوراق الحناء، وهي معروفة بخصائصها المضادة للأكسدة وللالتهابات وللميكروبات. ونظراً لطبيعتها الكارهة للماء، لا يمكن خلطها بسهولة في محلول سائل وتعليقها فيه، ما يحد من توافرها البيولوجي، ولا يتم امتصاصها بشكل جيد من قبل الجسم.
لذلك، قام العلماء بدمج مادة لوسون مع الدكسترين الحلقي، وهي كربوهيدرات لها تجويف داخلي مجوف مع سطح خارجي يجذب الماء. ومن خلال "الاختباء" داخل جزيئات الدكسترين الحلقي، تتمكن جزيئات مادة لوسون من الخلط جيداً في محلول سائل.
ثم تم دمج محلول لوسون/سيكلودكسترين مع هيدروكسي بروبيل السليلوز غير السام. وباستخدام تقنية الغزل الكهربائي، وضع الباحثون بعدئذ طبقة موحدة من هذا الخليط على وسادة قطنية عادية. فاتخذ السليلوز الهيدروكسي بروبيل الموجود في التركيبة المبتكرة شكل ألياف السليلوز النانوية، ما أدى إلى زيادة نسبة سطح المحلول إلى حجمه.
وعندما تم اختباره معملياً إلى جانب لوسون النقي، تبين أن القطن المطلي بالتركيبة المبتكرة له تأثير مضاد حيوي أقوى بكثير ضد البكتيريا سالبة الغرام وإيجابية الغرام، بل كان أكثر فعالية على بكتيريا الإشريكية القولونية والمكورات العنقودية، التي تم القضاء عليها بفعالية.
كما أكد عليشاهي أن "ضمادات الجروح يجب أن توفر بيئة مناسبة لتسهيل الشفاء ومنع العدوى"، موضحاً أنه "باستخدام مواد طبيعية تماماً مثل القطن وسيكلوديكسترين ولاوسون، يمكن أن تسهل الضمادة المبتكرة كلا الأمرين لأنه يحتوي على نشاط شامل مضاد للأكسدة وللبكتيريا".