أجبرت حرائق الغابات في جنوب تركيا المزيد من السكان على الفرار من منازلهم الأحد مع تصاعد الضغط على الحكومة بسبب تاخرها في التحرك.
وأظهرت البيانات الرسمية أن تركيا عانت من أسوأ الحرائق منذ ما لا يقل عن عقد، إذ دمر نحو 95 ألف هكتار حتى الآن هذا العام، مقابل متوسط 13516 حتى هذا الوقت من العام بين عامي 2008 و2020.
ومنذ اندلاع الحرائق الأربعاء، لقي ستة أشخاص حتفهم وتلقى أكثر من 330 علاجا طبيا.
وأفادت محطة "سي إن إن ترك" أنه تم إخلاء حي في مدينة بودروم السياحية، حيث اشتعلت النيران بفعل الرياح القوية من منطقة ميلاس القريبة.
وأوضحت أنه تم إجلاء 540 شخصا عبر القوارب بسبب مخاطر إخلائهم عبر الطرقات البرية. وذكرت محطة "إن تي في أن" أن المزيد من عمليات الإجلاء تمت في قرية سرتكوي في محافظة أنطاليا، بينما غطت سحب دخان رمادية المنازل.
وقال وزير الزراعة والغابات بكير باكديميرلي إن 107 من أصل 112 حريقا تحت السيطرة الآن، لكن بعضها استمر في منتجعات في أنطاليا وموغلا.
ومن المتوقع أن تبقى درجات الحرارة مرتفعة في المنطقة توازيا مع مستويات قياسية الشهر الماضي.
وسجلت المديرية العامة للأرصاد الجوية درجة 49,1 في 20 تموز/يوليو في بلدة جزرة بمحافظة شرناق.
ومن المتوقع أن تصل الحرارة في أنطاليا الاثنين إلى 40 درجة مئوية.
ونشرت وزارة الدفاع التركية صورا بالأقمار الصناعية تظهر حجم الدمار حيث تحولت مناطق الغابات إلى اللون الأسود ولا يزال الدخان مرئيا.
وهاجمت المعارضة الرئيس رجب طيب إردوغان في وقت متأخر السبت بعد أن أظهر تسجيل فيديو الرئيس وهو يرمي أكياس شاي على السكان في المناطق المنكوبة بالحرائق.
وفي مقطع فيديو آخر، ظهر وهو يرمي الشاي على السكان على جانب الطريق من حافلة.
وكتب المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري المعارض فائق أوزتراك على تويتر "شاي! إنه أمر لا يصدق. أولئك الذين دون حياء، دون قلوب أيضا".
كما تعرضت الحكومة لانتقادات بسبب نقص طائرات مكافحة الحرائق، حيث اضطرت تركيا لقبول المساعدة من أذربيجان وإيران وروسيا وأوكرانيا.
ويحذر الخبراء من أن تغير المناخ سيلحق المزيد من الضرر في تركيا، ما سيتسبب في المزيد من حرائق الغابات إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المشكلة.
ووفقا لأرقام الاتحاد الأوروبي، تعرضت تركيا لـ133 حريقا هذا العام مقارنة بمتوسط 43 حريقا بحلول هذا الوقت من العام بين 2008 و2020.
أ ف ب