يندرج الخرف ضمن الأمراض الشائعة في مرحلة الشيخوخة، وهو عبارة عن تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل الذاكرة والاهتداء والتفكير السليم والحكمة. لذلك يفقد كثير من مرضى الخرف قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم، ويصبحون بحاجة لرعاية تمريضية كاملة. ومن أكثر أشكال الخرف شيوعا مرض ألزهايمر.
وقالت سوزيته شومان، نائب رئيس الجمعية الألمانية للرعاية العلاجية، إن الفحص المبكر للمرض يمكن أن يساعد الأقارب والمرضى بشكل كبير.
كيف تتعرف على بداية الخرف؟
وأوضحت الطبيبة الألمانية أن النسيان يعد أكثر الأعراض وضوحاً؛ حيث يبدأ المريض في نسيان أمور اعتيادية كطريق الذهاب إلى المخبز، والذي كان يفعله بشكل يومي.
كما يكتب المريض ملاحظاته في أوراق ولا يعرف أين وضعها.
ويأتي الخرف على مراحل وأحيانا على شكل نوبات. وهناك مراحل سهلة ومتوسطة وصعبة. والمشكلة أن العديد من الأقارب يتجاهلون الخرف في مراحله الأولى وينتظرون وقتا طويلا قبل الذهاب إلى الطبيب.
ماذا بعد التشخيص؟
من المهم في البداية أن يتم تشخيص المرض بشكل صحيح على يد طبيب شيخوخة أو طبيب أعصاب. وتنصح شومان باصطحاب المريض إلى اجتماع الطبيب لمناقشة النتائج، التي توصلوا إليها، وإشراكه في اتخاذ القرار.
وبعد ذلك يتم تعديل وتهيئة الحياة اليومية في المنزل لتتماشى مع متطلبات المريض، على سبيل المثال يُراعى عدم تغيير الأثاث ومواضعه في المنزل قدر الإمكان حتى يشعر المريض بالأمان في المنزل.
أدوية لتأخير التدهور
حتى الآن لا يوجد دواء يمكنه إيقاف الخرف، لكن هناك بعض الأدوية، التي تعمل على تأخير التدهور. وهناك أيضاً علاجات لتدريب الذاكرة وتدريبات يمكن للمحيطين بالمريض القيام بها حتى لا يفقد المزيد والمزيد من المهارات بسرعة.
على سبيل المثال ينبغي عدم المسارعة في تقديم يد العون والانتظار حتى قيام المريض بعمل الشيء بنفسه؛ فعندما يتم تقديم طعام للمريض، لابد من الانتظار حتى يتناوله بنفسه؛ حيث يظل مريض الخرف يفعل الأمور الاعتيادية بشكل صحيح لفترة طويلة.
وفي بعض الأحيان، لا يرتدي الأشخاص المصابون بالخرف ملابسهم بشكل صحيح، على سبيل المثال يرتدون ثوب النوم فوق ملابسهم اليومية. وهنا يمكن للأقارب أن يشرحوا للمريض كيفية التفرقة بين الملابس، التي يتم ارتداؤها خارج المنزل والعكس، مع مراعاة أن يتم الشرح بأبسط جمل ممكنة، وفي العادة ما يستجيب المريض.
السلوك الدفاعي أو العدواني
من المهم معرفة السبب في هذا السلوك، فهو ليس من أعراض الخرف، لكنه يكون رد فعل تجاه البيئة المحيطة، على سبيل المثال كرد فعل على عدم فهم الكثير عندما يتحدث المحيطون به بسرعة، ويكون مجرد رد فعل طبيعي للغضب.
وفي النهاية ينصح الأطباء بالحرص على أن يشعر المريض بالرضا دائما عن طريق الخروج والتنزه معه وجودة الحياة بشكل عام وجلسات الاتصال الاجتماعي واستعادة الذكريات بالصور وما شابه، وحتى الروائح قد تعيد لذهنه ذكريات جميلة.
24.ae/د ب أ