طالب سكان محليون في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار، اليوم الخميس، بتدخل المجتمع الدولي لانقاذهم من الآثار الدائمة لاستخدام القوات الأميركية للأسلحة المحرمة دولياً، بعد ان ولد من بين كل 1000 مولود جديد، حوالي 147 منهم بعيوب خلقية.
ووجد الباحثون أيضا أن عدد حالات سرطان الثدي لدى الإناث زاد 10 مرات مقارنة بعددها في عام 2003، اضافة الى سرطان الدم، ووفيات الرضع، واضطرابات النسبة الطبيعية بين المواليد والجنس بين السكان في الفلوجة هي أكبر بكثير من تلك التي تم الإبلاغ عنها بالنسبة للناجين من القنبلتين الذريتين في هيروشيما وناجازاكي في عام 1945.
وفي نيسان/ ابريل 2004، شنت القوات الأميركية هجوماً على الفلوجة، على بعد 50 كيلومتراً غرب بغداد، إلا أنها واجهت مقاومة شديدة من الجماعات المسلحة المناهضة للولايات المتحدة، مما دفع القوات الأميركية إلى اجتياح المدينة في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه.
ووفقاً لأطباء ومواطنين محليين، استخدمت القوات الأميركية الفوسفور الأبيض وذخيرة اليورانيوم المنضب، مما أدى إلى مستويات كارثية من التشوهات الخلقية والتشوهات بسبب التلوث.
وقال طبيب محلي في المدينة، شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه لا توجد أرقام رسمية حول الوضع العام للعيوب الخلقية في المدينة، لكن دراسة أجريت في عام 2011 أظهرت أنه من بين كل 1000 مولود جديد، ولد حوالي 147 منهم بعيوب خلقية. ووجد الباحثون أيضا أن عدد حالات سرطان الثدي لدى الإناث زاد 10 مرات مقارنة بعددها في عام 2003.
وقالت دراسة أخرى نشرتها المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة ومقرها سويسرا في يوليو 2010 إن "الزيادات في السرطان، سرطان الدم، ووفيات الرضع، واضطرابات النسبة الطبيعية بين المواليد والجنس بين السكان في الفلوجة هي أكبر بكثير من تلك التي تم الإبلاغ عنها بالنسبة للناجين من القنبلتين الذريتين في هيروشيما وناكازاكي في عام 1945.
ووجد الباحثون أن هناك زيادة قدرها 38 ضعفا في سرطان الدم في الفلوجة مقارنة بـ 17 ضعفا في المدن اليابانية، وفقا للدراسة.
وقال سعدي الذهيبة وهو طبيب يبلغ من العمر 51 عاما في أحد مستشفيات الفلوجة إن "ما حدث في الفلوجة كان وحشيا للغاية. استخدم الأميركيون أسلحة محظورة، ما أدى إلى ارتفاع حالات العقم عند النساء والتشوهات الخلقية وحالات السرطان". وأضاف الطبيب أنه كان شاهداً على معارك الفلوجة عام 2004.
وبعد 20 عاماً من المعارك، لا تزال آثار الاستخدام الأميركي للأسلحة المحرمة دولياً قائمة.
ويستذكر الذهيبة "رأيت بأم عيني بعد ضربهم بالفسفور الأبيض الجثث في الشارع، خاصة في حي الجولان، وهو الحي الأكثر تضرراً في المعارك".
ذكر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 أنه في حين أن الكمية الإجمالية لذخائر اليورانيوم المنضب المستخدمة أثناء وبعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 ظلت غير معروفة، فإن "الأرقام التخمينية من دراسات مختلفة تتراوح بين 170 و1700 طن متري".
كما أدى الاستخدام المتهور للأسلحة المحرمة دوليا إلى زيادة فعلية في التشوهات الخلقية النادرة في الفلوجة.