وافقت الحكومة الروسية مؤخرًا على مشروع القانون، الذي يقضي بإبرام الاتفاقية الموقعة مع الصين بشأن إنشاء المحطة القمرية المشتركة.
يذكر أنّ الصين درست الخبرات التي اكتسبتها من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في مجال غزو الفضاء الكوني، ورسمت طريقا خاصا بها، حيث حققت إنجازات كبيرة، بدءا من إرسال أول رائد صيني إلى الفضاء وإنشاء محطة الفضاء المدارية الصينية، وانتهاء بإرسال أجهزة فضائية إلى القمر والمريخ، وإضافة إلى ذلك أنشأت 3 مطارات فضائية والمطار الرابع قيد الإنشاء.
وتعمل الصين في الوقت الراهن على تطوير مركبة فضاء مأهولة من جيل جديد من طراز "مانجو" (مركبة الحلم) وتخطط لإرسال وحدات إضافية إلى محطتها المدارية، بما في ذلك التلسكوب الفضائي.
وقد حققت إلى حد الآن 5 بعثات قمرية، وكانت الغاية منها تجربة العمل في مدار القمر، وتحقيق الهبوط الآمن على سطحه، وقيادة الروفرات، وإعداد خارطة ثلاثية الأبعاد لسطح القمر، وإيصال عينات من الصخور القمرية إلى الأرض، وتحقيق أول عملية التحام أوتوماتيكية في مدار القمر في إطار بعثة "تشانغ آه-5"، وإرسال قمرين صناعيين إلى مدار القمر، بهدف ترحيل الإشارات الواردة من وإلى المسابير والروفرات العاملة على سطح القمر ومداره.
ومن بين الخطوات الهامة على طريق استصلاح القمر وتحقيق الإنجازات المستقبلية إنشاء المحطة القمرية العلمية الدولية، وهو مشروع مشترك بين روسيا والصين بالتعاون مع أذربيجان، وبيلاروس، والإمارات العربية المتحدة، وباكستان، وجنوب أفريقيا. هذه فرصة لتعزيز الكفاءات في بناء المحطات والوحدات الفضائية وإمكانية لتوطيد العلاقات بين الدول مع احتمال مواصلة العمل على تحقيق مشاريع فضائية أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمتخصصين الروس، في مثل هذا التعاون الوثيق، أن يتعلموا من زملائهم الصينيين الخبرات المنهجية والدقيقة للغاية لتحقيق برنامج الفضاء، ودعم المزيد من الرحلات الاستكشافية.
وفقًا لخارطة الطريق الخاصة بمشروع إنشاء المحطة القمرية الدولية، سيتم بناء القاعدة على خمس مراحل. المرحلة الأولى هي بناء مركز القيادة والبنية التحتية للطاقة والاتصالات. وهنا سيكون دور روسيا بالدرجة الأولى هو إطلاق مشروعيها الفضائيين "لونا-26" و"لونا-"27. وسيتم الربط بينهما في برنامج واحد مع البعثتين الصينيتين Chang'e-6 وChang'e-7. وترتبط المراحل الأربع المتبقية بشكل أساسي بإجراء التجارب العلمية، وجمع عينات التربة ودراستها مباشرة على سطح القمر. ونتيجة لذلك، ينبغي أن تصبح المحطة القمرية مركزا علميا يجمع بين الاستكشاف والإنتاج والمعالجة ودراسة مجموعة واسعة من عينات التربة القمرية والنيازك من سطح القمر.
وهذا المشروع لا مثيل له، لذلك لا يزال من الصعب الحديث حول كيفية تقاسم العمل فيما بين الجهات المشاركة فيه، ومن المتوقع الحصول على مزيد من البيانات حول الكفاءات والقدرات التي ستستخدمها روسيا وكذلك حول التمويل، بعد إبرام الاتفاقية وتطوير البرنامج بشكل أكثر تفصيلا.
وهنا يمكن القول إن المحطة القمرية العلمية الدولية يمكن أن تصبح أهم مشروع فضائي في القرن الحادي والعشرين، ولا يمكن أن نتخلى عن المساهمة فيه.