دولي

شولتس يحط رحاله في الصين.. زيارة أبعد من تيك توك

شولتس يحط رحاله في الصين.. زيارة أبعد من تيك توك

في توقيت حساس وسط تشدد الغرب في موقفه من ممارسات الصين التجارية، وانتقادات على خلفية دعمها لروسيا، يتوجّه المستشار الألماني أولاف شولتس إلى بكين اليوم السبت.

تأتي زيارة شولتس الذي فاجأ الألمان قبل أيام باقتحامه منصة "تيك توك" الصينية التي تواجه بدورها اتهامات جمة، لجهة تبعيتها وتسريبها بيانات للحكومة الصينية في وقت تزداد الانتقادات الموجّهة إلى بكين على خلفية علاقتها الوطيدة بموسكو.

فالمستشار الألماني الذي تنتظره انتخابات وطنية بعد أكثر من عام، يعاني من معدلات تأييد منخفضة بشكل قياسي وائتلاف منقسم، ويواجه تعثر في اقتصاد بلاده القوي أوروبياً.

وستشكل زيارته إلى بكين التي تستغرق 3 أيام والتي تعد أطول وأهم رحلة خارجية له منذ توليه منصبه في أواخر عام 2021، فرصة ليس فقط لإثبات مكانته العالمية، لكن لإظهار للناخبين الألمان أنه سيفعل كل ما يلزم للحفاظ على قوة البلاد الاقتصادية، وفق مجلة "بوليتيكو"

فلطالما كان الطريق إلى الصين معبداً بالذهب والثروات أمام المصدرين الألمان، ما أدى إلى تعزيز أرباحهم والحفاظ على مكانة ألمانيا باعتبارها واحدة من أفضل الاقتصادات في العالم.

فبالنسبة للشركات الألمانية مثل سيمنز وفولكس فاغن، التي بدأت الاستثمار في بكين قبل 40 عاماً، أصبحت الصين الآن أحد ركائز أعمالها العالمية.

كما تمثل الصين نحو 50% من مبيعات السيارات العالمية لشركة فولكس فاغن وحدها.

كذلك يعد السوق الصيني مهماً جداً بالنسبة للعددي من الشركات الألمانية الكبرى الأخرى.

وفي السياق، قال موريتز شولاريك، رئيس معهد كيل للاقتصاد العالمي، إنّ "التجارة مع الصين تجلب الرخاء لألمانيا ولا يمكن الاستغناء عنها عملياً على المدى القصير".

ونظراً للضائقة الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها ألمانيا، لا مفر أمام شولتس من السعي إلى تعزيز الصادرات. ونظراً للنجاح الذي حققته الشركات الألمانية في الصين على مر السنين، فليس هناك مكان أفضل له ليُظهر للناخبين أنه جاد في مساعيه هذه.

يذكر أنه منذ 2023، توقع الاقتصاديون وصندوق النقد الدولي أن يستمر الاقتصاد الألماني في الركود. وقد انخفضت الصادرات بأكثر من 2% حتى الآن هذا العام مع عدم وجود علامات على انفراجات في الأفق.

ورغم أن نسب تشغيل العمالة في ألمانيا لا تزال قوية، إلا أنها قد تتغير بسرعة إذا لم ينتعش الاقتصاد.

يقرأون الآن