دولي

تحديات عالمية "صعبة" تبعد ملف الشرق الأوسط عن جدول الأعمال الأممي

تحديات عالمية

الأمم المتحدة -رويترز

لم يمر وقت طويل على تصدر الثورات والحروب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جدول أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قبل أن يتحول تركيز العالم على تحديات أكثر صعوبة، مثل جائحة كورونا وتغير المناخ، فضلا عن الأزمات الجديدة في منطقة تيغراي المحاصرة في إثيوبيا، وسيطرة طالبان على أفغانستان.

لكن الوضع في الشرق الأوسط تدهور بشكل كبير في عدة دول خلال العامين الماضيين، ومنها لبنان وسوريا والعراق وليبيا واليمن، مع ارتفاع معدلات الفقر والانهيار الاقتصادي الذي يهدد بمزيد من التأزم، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس.

وقال جوليان بارنز داسي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن "المنطقة مزدحمة بأزمات عالمية أخرى، وهناك أيضا شعور باليأس لدى الغرب، بعد سنوات عديدة من الأزمة".

وبعد أكثر من عقد من إراقة الدماء والاضطرابات، التي أشعلتها ثورات ما يسمى بـ"الربيع العربي"، وهجمات تنظيم داعش، أصبحت عدة دول عربية في "مأزق عسكري أو صراع مجمد"، يترافق مع تدهور الاقتصادات وزيادة معدلات الفقر والقمع.

وفي اليمن، تسببت الحرب المستمرة منذ 6 سنوات، في حدوث أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مما جعل البلاد على شفا المجاعة. وحذر رئيس منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، الأربعاء، من أن 16 مليون شخص هناك "يسيرون نحو المجاعة".

وفي ليبيا، التي مزقتها الميليشيات المتنافسة المدعومة من قبل حكومات أجنبية لسنوات، هنالك كفاح من أجل تحقيق الوحدة. وتحولت شواطئها نقطة انطلاق للكثير من اليائسين والحالمين، الذين يخاطرون بحياتهم وهم يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط ​​إلى أوروبا.

وأما العراق وسوريا ولبنان، التي كانت ذات يوم دولا تشكل القلب الثقافي للشرق الأوسط، تشهد جميعها انهيارات اقتصادية يترافق مع انتشار الفساد، في ظل وجود قادة سياسيين يركزون على الحفاظ على مصالحهم الخاصة، بدلا من تلبية الاحتياجات الأساسية لشعوبهم، بحسب ما يقول التقرير.

والانهيار الأشد يحدث في لبنان، الذي يعاني منذ 2019 من أزمة اقتصادية خانقة لم يسبق لها مثيل، مما أدى إلى إغراق نحو ثلاثة أرباع السكان في براثن الفقر بالأشهر الماضية، وتسببت الأزمة في هجرة العقول، وقد تسارع الانهيار مع انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وتدمير أجزاء من المدينة.

وفي العراق، الذي يعاني من الفقر وضعف البنية التحتية وقضية النزوح التي لم يتم حلها، قد يؤدي "اليأس" والإحباط إلى تجدد العنف.

واندلعت حرب في غزة استمرت 11 يوما هذا الصيف، بين إسرائيل وحركة حماس التي تحكم القطاع، ودمر أكثر من 4000 منزل أو أصيب بأضرار بالغة، وقتل 250 شخصا، معظمهم من المدنيين، فيما قتل ثلاثة عشر شخصا في إسرائيل. وتساءل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في تصريحات مسجلة مسبقا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "كم عدد المنازل التي ستدمر؟ وكم عدد الأطفال الذين سيموتون قبل أن يستيقظ العالم؟".

وفي حين اتسمت عدة اجتماعات للجمعية العامة للأمم المتحدة في السنوات العشر الماضية، بنوع من النشاط الدبلوماسي، لإيجاد حل سياسي للأزمات في دول الشرق الأوسط، لا يتوقع أن تصدر عن الجولة الحالية أية حلول.

وقال داسي: "يشعر اللاعبون الغربيون بفقدان الأفكار أو الطاقة، فيما يخص وضع المنطقة على مسار أفضل، لا سيما بالنظر إلى التحديات العالمية الأوسع".

وأدى مزيج من "إرهاقات الحروب، وإرهاقات المانحين، وقائمة طويلة من مشاكل العالم الأخرى" إلى دفع سوريا واليمن وصراعات الشرق الأوسط الأخرى إلى آخر قائمة الاهتمامات والأولويات، بالنسبة لقادة العالم، بحسب التقرير.

ويقول محللون إنه لا يمكن لأوروبا ولا للغرب أن يتجاهلوا الانهيار الاقتصادي الذي يحدث في الشرق الأوسط. وقال هيكو ويمين، مدير القسم المتخصص في العراق وسوريا ولبنان بمجموعة الأزمات الدولية: "زعزعة الاستقرار قد تظهر في أوروبا والولايات المتحدة، بسبب اليأس الذي يزيد من عمليات الهجرة"، مؤكدا أنه "لا يمكنك أن تكون آمنا إذا اشتعلت النيران في منزل جيرانك".

الحرة/أسوشيتد برس

يقرأون الآن