حقيبة اليد... عمرها 12 ألف عام

يبدو أن علاقة المرأة بحقيبة اليد ليست حديثة، إنما تعود إلى آلاف السنين. هذا ما أكّده باحثون. إذ اكتشفوا نقوشًا جدارية قديمة تصوّر حقائب يد بتصميم مربع وبمقبض قصير نصف دائري.

وبحسب تقرير نشره موقع "ديلي ميل"، يعود بعض هذه النقوش إلى 12,000 سنة مضت، وهي فترة تسبق استخدام المكياج والعطور والفرشاة. تمّ اكتشاف أقدم الصور في تركيا تحت أنقاض معبد غوبيكلي تبه (Göbekli Tepe)، وهذا معبد ميغاليثي قديم، بُني في عام 9,000 قبل الميلاد تقريباً، ويتميز بأعمدة حجرية كبيرة على شكل حرف "T" مرتبة في دوائر، وكان يُستخدم على الأرجح للمناسبات الاجتماعية والطقوس الدينية. تحمل بعض هياكل المعبد نقوشًا لما يبدو أنها ملابس وأحزمة وقمصان وحقائب يد. لا يعرف الخبراء بالضبط ما تعنيه هذه الرموز، إلّا أنهم افترضوا أن البشر القدماء رأوا التصميم مرتبطًا بالكون.

وقام علماء الآثار باكتشافات مماثلة في العراق للوحات حجرية عملاقة وُجدت بين أنقاض قصر آشوري بُني بين عامي 883 و859 قبل الميلاد، وتُظهر جنّيًا بأجنحة يحمل ما زعم البعض أنه حقيبة، بينما يعتقد آخرون أنه دلو صغير. ويتفق العديد من الخبراء على أنه صُنع لحمل جرعات سحرية كان الجني ينثرها في القاعات، لكن ترجمات أخرى اقترحت أن الفن يُظهر حقيبة مليئة بالمسكرات.

ويقول المؤرخ ديفيد ميانو في فيديو حديث على "يوتيوب": "إن الشخصيات الموجودة في النقوش الآشورية تحمل أجسادًا بشرية ورؤوس حيوانات تُعرف بالأبكالو"، وأوضح أنهم آلهة صغار لديهم القدرة على الحماية، "يحملون هذه الأشياء التي يسمّيها الناس حقائب، لكنها في الواقع دِلاء لحمل مياه النخيل المقدّسة"، مشيرًا إلى أن علماء الآثار عثروا على دلاء قديمة في العراق تشبه هذه النقوش.

وُجد الرمز نفسه في تولا بالمكسيك بين أنقاض آثار لحضارة التولتيك، تُظهر بشرياً يحمل حقيبة وهو محاط بأفعى، وتُظهر التماثيل الحجرية العملاقة في تولا أيضًا شخصيات تحمل حقيبة بجانبها. واكتشف الباحثون التصميم نفسه في أجزاء من أميركا الجنوبية، ما يثير المزيد من التساؤلات حول معنى هذا الرمز، خصوصاً أن للحضارات القديمة التصور نفسه للحقائب. فالصور القديمة في هذه المواقع تكاد تكون مطابقة لحقائب اليد الحديثة، إلّا أن الخبراء يظنون أن كثيراً من هذه الصور هي في الواقع لسلال وليست لحقائب، علماً أن أول حقيبة يد حديثة كما نعرفها تعود إلى عام 1841، صممها صامويل باكنسون في إنكلترا، حين احتاج إلى حقيبة سفر لزوجته كي تحمل أغراضاً شخصية كانت أكثر من أن تحملها في حقيبة يد صغيرة.

وُجد دليل آخر على قِدم الحقيبة الصغيرة في الكتابات الهيروغليفية المصرية القديمة، حيث تُظهر الرسوم الآلهة حاملة حقيبة صغيرة مربعة ترمز إلى الازدهار. وعلى الرغم من أن علماء الآثار وجدوا أدلة على استخدام الحضارات السلال وحقائب الأدوات، فأنهم لم يكشفوا بعد عمّا تمّ العثور عليه منحوتًا على الجدران.

في الأمر رمزية ايضاً. فقد أفادت "لايف مينت" صحيفة "ديلي ميل" بأن الحقيبة المربعة "قد ترمز إلى الأرض، فيما ترمز الدائرة المتصلة به للروحانية". وأظهرت النصوص القديمة أن الحضارات الماضية كانت تؤمن بأن الأرض مسطحة، وهذا قد يفسّر سبب تمثيلها فنياً بالمربع. مع ذلك، يجادل باحثون بأن التصميم كان يمثل العلاقة بين كوكبنا والسماء.

اليوم، تُعَدّ الحقائب النسائية أكثر من مجرد تتمة للمظهر العام؛ فهي تعكس أدوار النساء المتعددة في المجتمع، وتُمثل أداة عملية تجمع بين الوظائف المتنوعة والأناقة، ما يُمكّن النساء من تنظيم حياتهنّ اليومية بطريقة أكثر فعالية وكفاءة، سواء كانت تحمل الأدوات الأساسية أو المستلزمات الشخصية، تظل الحقيبة جزءًا لا يتجزأ من حياة المرأة اليومية. ولا ننسى أن أغلى حقيبة يد في التاريخ هي حقيبة "1001 ليلة"، التي صممتها شركة معوض الإماراتية ورصعتها بالألماس، إذ بلغت تكلفتها 3.8 ملايين دولار.

يقرأون الآن