بينما تعرض الإنترنت لاضطراب كبير بسبب الانهيار التقني العالمي، وبينما توقفت رحلات الطيران وسعت الشركات جاهدة للتعامل مع الموقف، ظهر رجل واحد، فينسنت فليبستيه، ليعلن مسؤوليته عن هذه الفوضى ويصبح المطلوب رقم واحد للغاضبين، فما القصة؟
فليبستيه ادعى أنه موظف في شركة CrowdStrike، أشعل الإنترنت بصورة معدلة بالذكاء الاصطناعي له خارج مكتب الشركة مع تعليق يقول: "اليوم الأول في CrowdStrike، قمت بتحديث بسيط وأخذت فترة راحة في المساء".
انتشرت الصورة بشكل كبير في دقائق، وحصلت على ما يقارب 400 ألف إعجاب وتمت مشاركتها من قبل أكثر من 36,000 مستخدم.
وبعد ساعتين، نشر فليبستيه تحديثًا آخر أعلن فيه أن الشركة قد طردته.
كما شارك فيديو قصير يعترف فيه بتحمله المسؤولية عن التسبب في الانقطاع العالمي ويصبح في نظر كثيرين "قاتل الشاشات" التي تحولت إلى اللون الأزرق بسبب خطأه الفادح.
وقام فليبستيه أيضًا بتعديل سيرته الذاتية على "إكس" لتتناسب مع المزحة، حيث كتب: "موظف سابق في CrowdStrike، طرد لأسباب غير عادلة، قمت بتغيير سطر واحد من الشيفرة لتحسين الأداء. أبحث عن وظيفة كمدير نظم".
بينما كان يحاول المزاح، اعتقد الآلاف عبر الإنترنت أن السخرية حقيقية وظنوا أنه المسؤول عن ظهور "شاشة الموت الزرقاء" على أنظمتهم.
شركات الطيران والبنوك والقنوات التلفزيونية والعديد من الصناعات الأخرى كانت تعاني من المشكلة، وانتشر الناس على وسائل التواصل الاجتماعي بحثاً عن "الجاني".
فيما أشاد بعض المستخدمين به لأنه ضمن لهم عدم العمل يوم الجمعة، قام آخرون بنشر رسائل مسيئة عنه.
أما الحقيقة، فإن فينسنت هو كاتب ساخر يدير موقع Nordpresse، وهو موقع أخبار هزلية بلجيكي.
وظهر كضيف على تلفزيون فرنسا وقال: "الناس ينجذبون إلى القصص التي تؤكد معتقداتهم المسبقة".
واوضح لماذا تجاوب الناس سريعاً مع مزحته، قال: "لم يتم تسمية أي جاني بعد، وأنا أقدمه على طبق، يحب الناس أن يكون هناك جاني. الجاني يبدو غبياً تماماً، يفتخر بغبائه، يأخذ فترة راحة في اليوم الأول من العمل. هذا يسقط في ضجة كبيرة يحتاج فيها الناس إلى معلومات جديدة، والزائف بطبيعته جديد، لن تقرأه في أي مكان آخر".
كما قال إن المنشور تمت مشاركته من قبل أولئك الذين يعلمون أنه مجرد مزحة، لكن التوسع في الانتشار أوصله إلى منطقة حيث أخذ الناس كل كلمة في التغريدة بجدية.
وما يزال ملايين المستخدمين حول العالم يواجهون مشاكل، بينما تحاول كل من مايكروسوفت وCrowdStrike حل المشكلة في أسرع وقت ممكن.
والإصدار الأخير من برنامج Falcon Sensor الخاص بشركة CrowdStrike كان يهدف إلى جعل أنظمة عملائها أكثر أماناً من الاختراق عن طريق تحديث التهديدات التي يدافع عنها.
ولكن الشيفرة المعيبة في ملفات التحديث أدت إلى واحدة من أكبر حالات الانقطاع التقني في السنوات الأخيرة للشركات التي تستخدم نظام تشغيل ويندوز من مايكروسوفت.
وظهرت المشاكل بسرعة بعد طرح التحديث يوم الجمعة، ونشر المستخدمون صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي لأجهزة الكمبيوتر التي تظهر شاشات زرقاء تحتوي على رسائل خطأ، وتُعرف هذه الشاشات في الصناعة بـ "شاشات الموت الزرقاء".