عززت دبي موقعها ملاذا آمنا في منطقة الشرق الأوسط، حيث يشهد اقتصاد الإمارة ازدهارا في السياحة والبناء والاستثمار.
وصرح الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "بروبرتي مونيتور" للاستشارات العقارية، زان جوشينكي، بأن "دبي في وضع فريد للغاية. نحن المستفيدون الوحيدون من الأزمة في المنطقة".
وتمتلك دبي تاريخا طويلا في الاستفادة بشكل غير مباشر من الأزمات في المنطقة. عندما يقلق الأثرياء للغاية بشأن الاضطرابات، تقدم المدينة الاستقرار والضرائب المنخفضة ونظام تأشيرات وديا.
والاضطراب الحالي جعل دبي في وضع يسمح لها بالاستفادة مرة أخرى، إذ يتصاعد الطلب في سوق العقارات في دبي، مما دفع العقارات الفخمة إلى تقييمات قياسية.
وأعلنت شركة "إعمار العقارية" أن أعمال التطوير الخاصة بها حققت مبيعات بقيمة 8.1 مليار دولار خلال النصف الأول من العام، ارتفاعا من 5.2 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
في جميع أنحاء المدينة، سجلت تقييمات الفلل الراقية في دبي رقما قياسيا جديدا، حيث ارتفعت بنحو 38% في الربع الثاني من عام 2024 مقارنة بالعام الماضي، وفقا لشركة "فاليوسترات" للاستشارات العقارية. تجاوز متوسط سعر الفيلا 2.7 مليون دولار لأول مرة منذ عقد من الزمان.
وفي المرتبة التالية تأتي ارتفاعات الشقق الفاخرة، حيث تجاوزت بالفعل المواقع في نخلة جميرا، وهي أرخبيل من صنع الإنسان يطل على الخليج، ذروة عام 2014.
كذلك شهد مطار دبي الدولي الأكثر ازدحاما في العالم للسفر الدولي رقما قياسيا بلغ 44.9 مليون مسافر في النصف الأول من هذا العام. وتخطط دبي لنقل العمليات إلى مطار جديد بقيمة 35 مليار دولار تقريبا في العقد المقبل.
وفي النصف الأول من 2024 زار حوالي 9.3 مليون سائح دبي، متجاوزين مستويات ما قبل الجائحة، وفقا لبحث من بنك الإمارات دبي الوطني المملوك لحكومة دبي.
لكن بعض المحللين يتساءلون إلى متى يمكن أن يستمر الارتفاع القياسي. وحذر البعض من أن العرض الزائد من المساكن قد يؤدي في النهاية إلى إبطاء السوق إذا لم يواكب الطلب.
وقالت تاتيانا ليسكوفا، المحللة في "إس آند بي غلوبال"، لوكالة "أسوشيتدبرس" للأنباء: "من عامي 2025 و2026، سيكون هناك معروض جديد ضخم من الوحدات الجديدة التي بدأ بناؤها في عام 2021. بحلول ذلك الوقت، نعتقد بشكل أساسي أن العرض الجديد لن يتم استيعابه بالكامل من قبل السوق، وقد يؤدي هذا إلى تباطؤ دوري".